التصنيفات
الصف السابع

العمل عباده للصف السابع


مقدمة :

لقد رفع الإسلام من شأن العمل، حيث جعله بمنزلة العبادة، التي يتعبد بها المسلم ابتغاء مرضاة الله سبحانه وتعالى، بل بلغ من إجلال الإسلام للعمل ما جاء في الأثر (إن من الذنوب لا يكفرها إلا السعي في طلب المعيشة) ابن عساكر عن أبي هريرة، لأن طلب الرزق من القضايا الهامة في حياة الإنسان إن لم يكن أهمها.

الموضوع :

وإذا كان الرزق من عند الله، فليس معنى هذا أن يتكاسل الإنسان ويترك العمل، لأن الله سبحانه وتعالى، حثنا على العمل، لتعمير الأرض وكسب الرزق، وأمرنا بأن ننطلق سعياً للحصول عليه، قال تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِن رِّزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ) سورة الملك الآية 15 . إن الإسلام يمقت الكسل، ويحارب التواكل ولا يريد أن يكون المؤمن ضعيفاً فيستذل أو محتاجاً فيطمع، أو متقاعساً فيتخلف، كما ينفر الإسلام من العجز ومن الإستكانة إلى اليأس وتيسير الله للعبد أن يحصل على نتيجة عمله هو تشريف لكفاحه، وتقدير إلهي له، أشبه بوسام تضعه السماء على صدور العاملين، في استصلاح الأرض، واستخراج خيراتها . لقد وردت في القرآن الكريم والسّنة النبوية أمثلة تؤكد هذا المعنى وقيمته، وتصف الأنبياء والرسل عليهم السلام بأنهم كانوا ذوي حرف وصناعات بالرغم من مسؤولياتهم المهمة في الدعوة إلى الله الواحد لأنه تعالى قد اختارهم أن يحترفوا، وأن يكتسبوا قوتهم بعرق جبينهم، فيقول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (ما أكل أحد طعاماً قط خيراً من أن يأكل من عمل يده وإن نبي الله داود ـ عليه السلام ـ كان يأكل من عمل يده) رواه البخاري، لأن الإسلام لا يعرف الطبقة التي ترث الغني والبطالة، لأن المال لايدوم مع البطالة، كما أن شرف العمل ناتج من شرف الدعوة إليه، وهو وسيلة إلى استدامة النعمة، وإشباع الحاجات، وما دام هذا هو الهدف من العمل فإن الحرفة اليدوية لا تقل أهمية عن العمل العقلي، لأن الهدف لدى المحترف والمفكر والعالم واحد، ولذا نجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ : (إن الله يحب المؤمن المحترف) ويقول فيما روته عنه عائشة ـ رضي الله عنها : (من أمسى كالاً من عمل يده أمسى مغفوراً له) رواه الطبراني . لقد وعد الله العاملين الذين يعملون لكسب عيشهم،
بالجزاء الأوفى يوم القيامة، فضلاً عما يكسبه في الدنيا من نعمة . إن أنبياء الله الذين بعثهم الله برسالته، واختارهم لحمل الأمانة، كان العمل من صفاتهم، فهذا نوح عليه السلام كان يصنع السفن وتلك مهنة النجارين، وداود عليه السلام كان حداداً، يقول تعالى: (وَأَلَنَّا لَهُ الحَدِيدَ) سورة سبأ الآية 10، وقال تعالى: (وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَّكُمْ لِتُحْصِنَكُم مِّنْ بَأْسِكُمْ فَهَلْ أَنتُمْ شَاكِرُونَ) سورة الأنبياء الآية 80، وموسى عليه السلام، رعى الغنم لمدة عشر سنوات، لدى نبي آخر هو شعيب ـ عليه السلام ـ وقد أخبرنا الله بقصته في قوله تعالى: (قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَن تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِندِكَ) سورة القصص الآية 27 . ومحمد صلى الله عليه وسلم رعى الغنم لأهل مكة وكذلك تاجر في مال خديجة ـ رضي الله عنها ـ قبل أن يتزوجها، وكان رسول الله نعم الصادق الأمين، والقرآن الكريم يقص علينا قصة ذي القرنين الذي نشر في البلاد الأمن والعدل، وبيّن لنا في ثنايا قصته، طريقة عمل الاستحكامات القوية التي ركبت من مزيج كيماوي نتيجة لخلط الحديد بالقطر وصهرهما بالنار، ففي سورة الكهف: (قَالُوا يَا ذَا القَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجاً عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَداًّ قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْماً آتُونِي زُبَرَ الحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَاراً قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْراً ) والقرآن يلفت النظر إلى أن الحديد مصدر من مصادر الخير ومن الدعامات المهمة في الصناعة، قال تعالى : (وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) سورة الحديد الآية 25، نقف عند المقولة التي وردت علي لسان يوسف عليه السلام ( إني حفيظ عليم) فهو يتعهد لفرعون يتحمل مسئولية هذه المهمة، وسيكون أميناً على ما يستحفظ عليه، وإذا كان أقطاب النبوة، وأولو العزم من الرسل، قد شرفوا باحتراف مهنة يعيشون عليها، ويستغنون بها عن سؤال الناس، فهذا هو خير الطعام . ولم يتحولوا إلى أغنياء، وإنما كان كل ما حصلوا عليه وسيلة للعيش الكريم الذي يحفظ الكرامة قبل أن يحفظ الرمق، ويحفظ ماء الوجه، وذلك ما حض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ،حين رغب أصحابه في أن يحترفوا حرفة تُغنيهم عن سؤال الناس، فعن الزبير بن العوام قال: قال رسول الله (لأن يأخذ أحدكم أحبلا فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف الله بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس: أعطوه أم منعوه) رواه البخاري، وعن سعيد بن عمير عن عمه قال سئل رسول الله : أي الكسب أطيب؟ قال: (عمل الرجل بيده وكل بيع مبرور) رواه الحاكم. ويقول عمر بن الخطاب: (أرى الرجل فيعجبني، فإذا قيل لاصناعة له سقط من عيني) رواه البخاري . ويقول أيضاً حاثاً على العمل : (لا يقعد أحدكم عن طلب الرزق وهو يقول: اللهم أرزقني وقد علم أن السماء لا تمطر ذهباً ولا فضة) وقد تعلم عمر هذا من توجيهات نبي الإسلام محمد عليه الصلاة والسلام، ويقول الإمام علي كرم الله وجهه: (من مات تعباً من كسب الحلال مات والله عنه راض)، وإن قيمة الرجال تظهر من خلال أعمالهم وأقوالهم، وقناعتهم، وصدق من قال :- صُنِ النفس وأحملها على ما يزينها تعش سالما والقول فيك جميلُ ولا ترينّ الناس إلا تجملاً نبا بك دهر أو جفاك خليل يعز غنيُّ النفسِ إنْ قلّ ما له ويغني غني المال وهو ذليل ولمثل هذا قال رسول الله : (ليس الغِنى عن كثره العرض، ولكن الغِنى غنى النفس) رواه مسلم . وقد شبه رسول الله صلى الله عليه وسلم الساعي في طلب الرزق له ولأسرته القنوع، الراضي بما قسمه الله له، شبهه بالحاج والمجاهد في سبيل الله، جمع له ثواب الحج وأجر الجهاد، فهل وجدتم أيها المسلمون ديناً قبل الإسلام يدعو الناس إلى العمل بهذه الصورة ويلّح أن يجعلوه قاعدة لحياتهم الاجتماعية ؟ وجعل أطيب الكسب ما كان من عمل الإنسان وجهده وبذلك قضى على طائفة العاطلين باسم الدين، وأحال المجتمع كله إلى خلية نشطة يبذل كل فرد فيها جهده وعرقه، وتلك هي التضحية الحقة والعبادة في أسمى صورها . وإذا كان يوم الجمعة هو أفضل أيام الأسبوع، فالقرآن الكريم يحض المؤمنين على طلب الرزق ويأمرهم بمجرد أداء الصلاة، أن يسعوا في الأرض لتدبير معيشتهم قال تعالى : (فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِن فَضْلِ اللَّهِ) سورة الجمعة الآية 10

الخاتمة :
نستشف مما سبق ان العمل هو كالعبادة ويجب علينا ان نلتزم بأعمالنا وان نحترم الأعمال كبرت أم صغرت لان العمل عبادة.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

بحث عن الأدب مع الرسول للصف السابع

السلام عليكم

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أنّ لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أنّ محمدًا عبده ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.
ويقول تعالى: {وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [الشورى:52].
ويقول تعالى: {لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [التوبة:128].
ففي المقدمة: تحدثت عن أهمية الموضوع وسبب اختياري له.
وأما في الموضوع: فقد تحدثت فيه عن تعريف الأدب في اللغة وفي الاصطلاح وضرورة الالتزام بالتأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم بما جاء في القرآَن الكريم والسنة النبوية الثابتة.
وفي الباب الأول: تحدثت فيه عن أسباب قيام الأمة بالأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم

1
.

يحتاج موضوع بحثي هذا (التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم) إلى بيان بعض المسائل التي تبيّن المراد منه حتى تكون الدراسة محددة من ناحية الموضوع
ومن ناحية الهدف معًاوهذه المسائل هي: بيان المراد بالتأدّب مع الرسول صلى الله عليه وسلم.
2 ضرورة الالتزام في التأدّب معه صلى الله عليه وسلم بما جاء في القرآن الكريم والسنة النبوية.
وسوف أتناول بحث هاتين النقطتين فيما يلي:
1 بيان المراد بالتأدّب مع الرسول صلى الله عليه وسلم:
التأدب مصدر من الفعل الخماسي (تأدّب) بتشديد الدال، وله معان متعددة يشترك فيها مع كلمة الأدب مع الزيادة بسبب ما فيه من تضعيف. ولذا حسن أن أبدأ ببيان معنى الأدب أولاً، وبعدها أبيّن معنى التأدّب مع ملاحظة الفرق بين الصيغتين.
أ الأدب في اللغة:
يقول ابن فارس[4]: (الهمزة والدال والباء أصل واحد تتفرع مسائله وترجع إليه، فالأدْب أن تجمع الناس إلى طعامك، ومن هذا القياس، الأدب أيضًا لأنّه مجمع على استحسانه…)[5].
ولهذا قال ابن منظور[6]: (أصل الأدب الدعاء)[7].
هذا أصل كلمة الأدب، وأمّا عن اشتقاقها، فيقول الجواليقي[8]: (واشتقاقه من شيئين يجوز أن يكون من الأدب وهو العجب، ومن الأدب مصدر قولك: أدب فلان القوم يؤدبهم أدبًا بالكسر إذا دعاهم… ثم قال: فإذا كانت من الأدب الذي هو العجب فكأنّه الشيء الذي يعجب منه لحسنه ولأنّ صاحبه هو الرجل الذي يعجب منه لفضله، وإذا كان من الأدب الذي هو العجب فكأنه الشيء الذي يدعو الناس إلى المحامد والفضل وينهاهم عن المقابح والجهل)[9].
وأمّا عن استعمالاتها فيقول الشيخ أحمد رضا: (الأدب: ملكة تقصى من قامت به عن كل ما يشينه، ويقع على كل رياضة محمودة يتخرج بها الإنسان من فضيلة من الفضائل: حسن.

الخلق، فعل المكارم، الظرف، حسن التناول، وهذا كله أدب النفس. والأدب: درس العلوم العربية مولد، وهذا أدب الدرس)[10].
ولهذا قال الجوهري[11]: (الأدب: أدب النفس والدرس، تقول منه: أدب الرجل بالضم فهو أديب وأدّبته فتأدّب)[12].
ومعنى ذلك أنّ لكلمة الأدب استعمالين: حسن الخلق ودرس العلوم العربية.
وهذا ما عبّر عنه ابن هذيل [13] بالأدب الطبيعي والأدب الكسبي، حيث قال:
فالطبيعي: ما يفطر عليه الإنسان من الأخلاق الحسنة السنية والاتصاف بالصفات المرضية مثل الحلم والكرم وحسن الخلق والحياء والتواضع والصدق وغير ذلك من الصفات الحميدة.
والكسبي: فهو ما يكتسبه الإنسان بالدرس والقراءة والحفظ والنظر، وهو عبارة عن ستة أشياء: الكتاب والسنة والنحو، واللغة والشعر، وأيام الناس)[14].
والاستعمال الأول هو الشائع ولهذا قال الجواليقي: (والأدب الذي كانت العرب تعرفه هو ما يحسن من الأخلاق وفعل المكارم مثل ترك السفه، وبذل المجهود وحسن اللقاء)[15].
وأمّا الاستعمال الثاني: فهو اصطلاح مولد جاء بعد الإسلام.
يقول الجواليقي: (واصطلح الناس بعد الإسلام بمدة طويلة على أنّ يسمّوا العالم بالنحو والشعر وعلوم العربية أديبًا، ويسمون هذه العلوم أدبًا. وذلك كلام مولد، لأنّ هذه العلوم حدثت في الإسلام).
وخلاصة القول أنّ كلمة الأدب كانت تطلق عند العرب على الأخلاق الحسنة، وأمّا بعد الإسلام فقد أطلق بجانب ذلك على الكلام الحسن والجيد من الأقوال سواء كان نثرًا أو شعرًا.
والاستعمال الأول هو الذي يتمشى مع مقامنا هذا.
ولهذا نقول: إنّ كلمة الأدب في بحثي هذا تعني الأخلاق الحسنة والاتصاف بالصفات الحميدة.
وعلى ضوء معنى الأدب المذكور يمكن فهم المراد من التأدّب لأنّهما من أصل واحد، ويشتركان في معانٍ كثيرة مع ملاحظة ما بين الصيغتين تركيبًا ومعنى؛ لأنّ الأولى من المجرد، والثانية من المزيد. لأنّه يقال: إنّ الزيادة في المبنى تفيد الزيادة في المعنى غالبًا.
وكلمة تأدّب وزنها تفعّل، في الميزان الصرفي، وهي تأتي لعدة معان ولكن المعنى الذي يتمشى مع مقامنا هذا هو أنّها مطاوع أدّب على وزن (فعّل) لأنّه يقال: أدّبته فتأدّب أي تلقى الأدب، والتأدّب مصدرها. وعلى هذا فمعنى التأدّب: المبالغة في التخلق بالصفات الحسنة والمكارم الجميلة.

الباب الأول
أسباب قيام الأمة بالأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم

الرسول صلى الله عليه وسلم صاحب فضل كبير على أمته لأنه صلى الله عليه وسلم بواسطته وصل إلينا الوحي بشقيه القرآن الكريم والسنة النبوية اللذين هما مصدرا الشريعة الإسلامية وأساس الدين كله.
ووصول الوحي إلى الناس لم يتم بسهولة ويسر، وإنّما تم بجهود متواصلة وصبر كبير وتحمّل لمشقات متنوعة من صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم.
وقد تحمّل عليه الصلاة والسلام هذه كلها حتى تحقق منهج الله سبحانه وتعالى في الأرض وكمل الدين وتمّت النعمة.
يقول تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3].
وبتمام النعمة قامت الأمة وتحقق وعد الله سبحانه وتعالى للمؤمنين بالاستخلاف والتمكين في الأرض.
قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا} [النور:55].
وتقديرًا لهذه النعمة التي أنعم الله بها على المؤمنين عليهم أن يشكروا الله ويعرفوا حق صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم.
ولا يتم الشكر والعرفان إلاّ بالتأدب معه صلى الله عليه وسلم حيًّا وميّتًا، سرًا وجهرًا، في المنشط والمكره.
وهناك من الأسباب الأخرى ما يدفع إلى ضرورة التأدب مع الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك ككرم محتذه، ورفعة نسبه، واتصافه بالأخلاق الكريمة وتمتعه بالصفات النبيلة طوال حياته عليه الصلاة والسلام. ومنها أيضًا ما اتصف به صلى الله عليه وسلم من صفات ساعدت على نشر الدين، وتبليغ الأمانة.
وفي هذا الباب سوف أتكلم عن الأسباب التي من أجلها كان التأدّب معه صلى الله عليه وسلم وهي في مجملها

وبالتوفيق=)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير / فتح مكة للصف السابع

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,

في المرفقات,,

منقول..موفقين,,

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس الودود الرحيم جل جلاله للصف السابع

السلام عليكم

المحور: الرابع

درس الأول.. الودود الرحيم جل جلاله .. !!
.. الصفحة 12

حدد من خلال الآية :

أ. الرحمة العامة : ج . قال تعالى " ورحمتى وسعت كل شيء ".

ب. الرحمة الخاصة : ج . قال تعالى " فسأكتبهـا للذين يتقون " .

ج. أسباب الرحمة الخاصة : ج . قال تعالى "

2: من خلال النصوص التالية بين استحقاق الرحمة الخاصة :

الجواب . 1 : فعل النوافل وقيام الليل
2 : طلب الدعاء وكثرة الاستغفار
3 : صلة الأرحام
صفحة 13 ..
* تضمن الحديث الشريف دلالات واضحة على حب اللّه العظيم لعباده فأين تجد ذلك ؟
الجواب
1. يستر اللّه عورته ويملأ قلبه رجاء و يثبت قدمه يوم تزول الأقدام

4 * إلى ماذا نبه الرسول صلى اللّه عليه وسلم صحابته رضي اللّه عنهم ؟ إلى كسب محبة اللّه ورسوله أو إلى طريق محبة اللّه ورسوله
* من هم الصادقون في محبة اللّه ورسوله كما جاء في الحديث الشريف ؟
الصادقون و الأمناء و الذين يحسنون إلى الجوار

* سؤال ( أدلل ..
محمد صلى الله عليه وسلم .. جواب : عظم من شأنه .. وإن ذكر صلى عليه قال تعالى (( قل إن كنتم تحبون اللّه فاتبعوني يحببكم اللّه ))

المتحابون في الله .. جواب : يظلم الله بظله يوم القيامة …(( المتحابون في اللّه تعالى على منابر من نور يوم القيامة …………
الحين ص 14 .

الحين أصنف …

رحمات عامة | رحمات خاصة

1 نزول المطر 1 مغفرة الذنوب
2 تنفس الهواء 2 دخول الجنة
3 الصحة 3 لذة مناجاة الله
4 التوبة 4 الصحبة الصالحة
5 إنبات الأرض 5 الحكمة
6 الهداية للإسلام

الحين ص 16 ..

الجواب 1 . على الرحمة و المحبة ..
2 . الحماية و الإعاذة وإجابة دعوته العصمة و الحفظ , محبة الله , إجابة الدعوة , الحصانة من الشيطان ومعية الله .
3 . تدل على المحبة و التحبب إلى عباده

ص 17

1 ..أي هؤلاء له من اسم اللّه الودود :
الجواب
أ : صح … ب : صح .. ج : خطأ .. د : خطأ … هـ : صح و : خطأ

2 : أي هؤلاء له من اسم اللّه الرحيم :
الجواب
أ : صح .. ب : صح .. ج : خطأ .. د : خطأ .. هـ : صح .. و : خطأ

ص 18 ..

قارن بين رحمة اللّه تعالى العامة والخاصة محدداً وجه الشبه وأوجه الاختلاف .

الجواب : وجه الشبة كلهما رحمة
أوجه الاختلاف
الرحمة العامة : هي رحمة الله عز وجل لجميع خلقه من إنسان وحيوان ونبات وجماد وكل شيء خلقه الله في الكون ..

الرحمة الخاصة : هي رحمته اللّه عز وجل التي خص به المؤمنون في الدنيا ولآخرة !! .

علل : الجواب أ : رحمة اللّه بهم وإقامة الحجة عليهم يوم القيامة .
ب : حتى لا تكثر المعاصي و الآثام و يصاب الإنسان باليأس
النشاط الرابع : علل ..

لا يعذب ………………………….

ليس لهم حجة وعرفوا الحق فأنكروه لذا استحقوا العقاب ودليل على رحمة اللّه تعالى بعباده وعدله بهم
رحمة الله ……………………….

لان الله يقبل التوبة من عباده وهي من علامات رحمة الله تعالى ,ولا تنقطع أبدا مفتوحة أبوابها بالليل والنهار .

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير عن أداب الإسلام في الملبس للصف السابع

السلام عليكم ورحمة الله والبركاته,العورة:هي كل ما حرم الله إظهاره أمام من لا يحل النظر إليه. وتقريري عن أنواع العورة, أولاًعورة الرجال ثم عورة النساء ثم آداب الإسلام في الملبس ثم فوائده
1.عورة الرجل:
ما بين السرة و الركبة عورة الرجل ,يجوز للرجل أن يلبس خاتماً من الفضة زنة درهمين لأن النبي عليه الصلاة و السلام إتخذ خاتماً من الفضة وزن درهمين فيجوز له اتخاذه بشرط قصد الإقتداء بالرسول أن يكون واحداً فلا يجوز تعدده وإن كان الجميع درهمين.
يجوز لمن سقطت أسنانه أن يتخذ بدلها من الذهب و الفضة, وكذلك يجوز لمن قطعت أنفه أن يتخذ بدلها من الفضة والذهب.
يحرم أن يلبس أحد ثوباً من مال حرام أو مأخوذ بطريق الغش أو الخيانة أو الغضب, فقد قال صلى الله عليه و سلم:" لا يقبل الله صلاة أو صيام من يلبس جلباباً (قميصاً) من الحرام حتى ينحي" (يبعد ذلك الجلباب عنه).وكذلك يحرم اللباس بقصد الفخر والعجب.
قال صلى الله عليه وسلم"حُرم لباس الحرير و الذهب على ذكور أمتي وأحل لإناثهم". وعنه:"لعن رسول الله الرجل يلبس لبسة أمرآ ,والمرأة تلبس لبسة رجل".
معنى الحديثين حُرم أن يقلد الرجل امرأة أو أن تقلد أمرأة رجل .
.عورة المرأة: 2
عورة المرأة جميع جسمها ألا الوجه و الكفين, على المرأة أن تتزين في بيتها و أمام محارمها كما تشاء وفق آداب الإسلام, أما غير محارمها فلا بد أن يكون لباسها أمامهم ضافياً يستر جميع بدنها عدا الوجه و الكفين,و أن لا يكون ضيقاً يُفصل أعضائها,و لا يكون شفافاً يصف ما وراءه و أن لا يكون ذا زينة, وأن يخالف ملابس الرجال. حرم عليها كل ما يجذب الإنتباه كل تطيب وكثرة الزينة و التبجح و فوأد تحلي المرأة بآداب اللباس :تعطيها سمعة حسنة بين الناس و ابتعاد الحساد عنها و محبة الله التي تؤدي لدخول الجنة.
3.من آداب الإسلام في اللباس:
دعا لإسلام الإنسان إلى التجمل و التزين في اللباس بعيداً عن الإسراف و ضمن حدود لاعتدال ,إظهاراً لنعمة الله تعالى عليه, وتكريماً له بأن يكون مظهره جميلاً, وذلك بلبس النظيف و المناسب من اللباس.
1.البدء باليمين عند المسلم لأن في ذلك خير و بركة و عند خلعه من اليمين لليسار.
2.ذكر الله عند خلع الثياب,و قول باسم الله الذي لا اله ألا هو.
3. الدعاء عند لبس الجديد, قول:اللهم لك الحمد, أنت كسوتني أسألك من خيره وخير ما صنع له, و أعوذ بك من شره وشر ما صنع له.
4.الدعاء لمن لبس جديداً,قول له: البس جديداً وعش حميداً ,ومت شهيداً, ويرزقك الله قرة عين في الدنيا و في الأخرة.
5. التبرع بالملابس,التبرع بالجديد يعطي أجراً أكثر من القديم.
.فوائد التأدب بآداب اللباس: .4
1.تقوية الإرادة, الحرص علطاعة الله
2.غض البصر و كف العيون
3.تجنب الوقوع في الفواحش
4.حفظ الكرامة
. 5.القضاء على الفساد الأخلاقي.(كالحسد و السرقة..)
6.الوقاية من الحر
7.الوقاية من البرد
.تكسب المحبة 8

9.تتدخله الجنى

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس الاجتماعية بين الناس للصف السابع

لدرس الثالث : سورة الحجرات
ص30
حلل الموقف …………
1– عدم السخرية من الآخرين 2- معاملة الناس معاملة حسنة 3- عدم احتقار الآخرين
4 – التعلم من أخطاء الآخرين -5 – الابتعاد عن الصحبة السيئة
ص33
أتلو واستنتج : س2
# الاستهزاء والسخرية
أحلل :
س1 : استصغار الآخرين و التكبر عليهم و رؤية الساخر في نفسه أنها أفضل من غيره
س2 : أنصحه وأذكره بآيات الله عز وجل وأن الناس متساوون فكلهم لآدم وآدم من تراب وميزان التفاضل بين الناس هو التقوى ومحلها القلب
ص34
فكر :
1- انتشار الكراهية والحقد 2- قطع أوصال الأمة العربية 3- انعدام الثقة بين الناس
أنقد:
– -1. أوافق على موقفه لحسن خلقه ، 2.- لا أوافق لأنها من اللمز ،
3 . لا أوافق لأنه من السخرية و الاستهزاء – 4 أوافق لأنه من حسن الخلق
: ص34
أفكر:
1. يعيب على الآخرين فهو بالتالي يعيب نفسه لأن كرامة المجتمع المسلم واحده
2. – أن يبتليك اللّه بما أبتله به الآخرين
أتذكر :ص35
1- أبو عبيدة عامر بن الجراح 2 – الزبير بن العوام 3 – عمار بن ياسر 4- زيد بن حارثة -5- قيس بن عاصم التميمي 6- عبدالله بن عباس
 أبو محمد  الابتعاد عنه
4 ص36 استنتج:
1- الوقوع في الظلم وتعريض النفس للعذاب وأنها تخرجه من دائرة الإيمان إلى دائرة الفسوق والعصيان
2- أن يتوب إلى الله تعالى ويعتذر لإخوانه
أجيب:
ظلم نفسه بتعريضها لعذاب الله وغضبه
أفكر :
سوء الظن بالآخرين يؤدي إلى التجسس عليهم
أكمل :
– التنصت عليهم واستراق السمع والاستماع إلى حديث قوم وهم له كارهون
-الدخول إلى بيوتهم و إلى ما يخصهم دون أذن منهم
ص37 :
3- – تفيد قطع الظن السيئ بالآخرين وعدم البحث وراء حقيقة هذا الظن حتى لا تسوء العلاقات ولان سوء الظن من سبل الشيطان في الإيقاع بين المسلمين وأن الأصل في الناس أنهم أبرياء حتى يتبين بوضوح أنهم ارتكبوا ما يؤخذون عليه
– 4- الظن – التجسس – والناس وخاصة الفاسقين
5 – الظن السيئ لأنه من وسوسة الشيطان ويقود إلى التجسس وهتك الحرمات

اصف :
الذي يغتاب الآخرين كأنما يأكل من لحومهم وهم أموات
اقرأ وأستنتج :
يجعل لهم أظفارا من نحاس يخمشون بها وجوههم وصدورهم
ص38: احدد: 1 – ( بهتان ) 2 – ( غيبة ) – 3 – ( إفك )
استنتج : 1 – النصيحة للمستشير 2 -ــ التظلم إلى الحاكم أو القاضي 3 ــــ السؤال لطلب الفتوى
الرأي الراجح هو رأي الأخ الثالث حتى تصفو نفس صاحبتها بالاعتذار أن كانت قد علمت وان لم تعلم : فالتوبة وذكرها لها بخير في نفس المجلس يكّـــــفر عنها أن شاء الله

لا تنسوا الرد

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

حل درس الكريم الغفور جل جلاله للصف السابع

الكريم الغفور جل جلاله
ص 24
1 : لاستأصلنهم بالإغواء أو لأقودنهم إلى المعاصي و القضاء عليهم أرشده إلى طريق الحق و بين له مخاطر إتباع الشيطان. الاحتناك هو الأخذ بالكلية والقول الثاني مأخوذ من قول العرب احتنك الدابة إذا جعل في حنكها الأسفل حبل يجرها منه. والتكريم هنا أن الله لا يريد للإنسان أن يكون كالدابة تابعا للشيطان.
2 : لأن القلم أداة التعلم وأول ما خلقه الله في هذا الكون هو القلم وهو وسيلة لرفع الجهل
3 : العمل والجد وعدم التكاسل لنفع نفسه والآخرين والمشاركة في البناء والتقدم .
4 : لأن في ذلك شكر للّه ـ على نعمة الإسلام و العبد يكون قريباً جداً من الله في وقت الصلاة وهو من مواطن قبول الدعاء .
* أتدبر ……..
1 : الخضوع لله تعالى ، لأنه صاحب العزة و الكرامة و الخضوع له اعتراف من العبد بفضله فينال الإنسان هذه العزة والكرامة .
2 : ستر عنا الوفاء( الموت ) ستر عنا معرفة يوم الحساب ستر عنا عالم الجنة .
3 : تكثر المعاصي و الآثام و يصاب الإنسان باليأس و يعد نفسه وحيدا ينفر منه الخلق .
الأنشطة ص26
1.ما مظاهر….؟
خلقه في أحسن صورة/ أرسل إليه رسله / ضاعف حسناته / نفخ فيه من روحه ……إلخ
2 – ] الفئة التي أهانت نفسه الكافرين والذين اتبعوا [ // الفئة التي أكرمت نفسها المؤمنين والذين لم يتبعوا الشيطان ]
3.اذكر ثلاثة أسباب…؟
التقوى / الوضوء / مساواة الإخوان عند المصائب
4.فلم يعد…؟
لأنها تتم بين العبد و ربه ولأن في الدعاء سؤال الله تعالى في ذل و خضوع و هو اصل العبادة و بها يقاس قرب العبد من ربه
5.فما العلاقة….؟
الرحمة سبب لمغفرة الذنوب والمغفرة سبب للرحمة اللّه تعالى و المغفرة من مظاهر رحمة اللّه تعالى
ص27
ما طرق الحصول …؟
الحج / الدخول في الإسلام / الأعمال الحسنة / الاستغفار
هل يملك…؟
لا ، لأن الله وحده يغفر الذنوب ولا تملكها إلا اللّه تعالى
متى يغفر…..؟
عندما يتوب العبد عن كفره في حياته ويؤمن بربه ويصدق بدعوة رسله )
6. _ لأن اللّه يحب لقاءه ولما يبشر به من رضوان اللّه وكرامته
النشاط الثاني : أي هؤلاء …؟
1- صح 2 – صح 3- خطآ 4 – صح 5 – خطآ
حدد ..؟
1- خطآ 2 – صح 3- صح 4 – خطآ 5 – صح 6- خطا
النشاط الثالث : أبحث 1
أ _ آدم عليه السلام وحواء __ ب _ نوح عليه السلام __ ج _ بلقيس ملكة سبأ __ د _ سليمان عليه السلام
2 __ ابحث : نزلت الآية في صحابي اسم مخشي بن حمير الأشجعي وأصبح اسمه عبد الرحمن

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

ادب تلقي الاخبار للصف السابع

ورقة عمل

الملفات المرفقة

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير عن ادب التعامل مع الناس الصف السابع

السلام عليكم


قال الله تعالى :
(( ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ، ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليٌ حميم )) فصلت : 34

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير معلم لهذه البشرية نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً ، أما بعد…

لعلنا أمة الإسلام أمة محظوظة ، لأننا لا نحتاج إلى شيء إلا وجدناه في ديننا الحنيف وفي سيرة خير الأنام محمد صلى الله عليه وسلم وسيرة صحابته الكرام .

والعرب قبل الإسلام أيضاً كانوا يتصفون ببعض الصفات التي أقرها لهم الإسلام كالكرم وإقراء الضيف وإعانة المحتاج … لهذا قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. والتعامل مع الناس يجب أن يكون مقترناً بالصفات الحسنة والأخلاق الكريمة التي تبعث في النفس طمأنينة وراحة للجهة المقابلة ، فكثير من الناس دخلوا الإسلام لما وجدوه من معاملة حسنة من بعض التاجر.

أولاً : أدب النصح

يقول الشافعي :

تعمدني بنصحك في انــفـــراد وجنبني النصيحة في جمــاعة

فإن النصح بين الناس نــــوع من التقريع لا أرض استماعه

من دلائل حب الإنسان لأخيه الإنسان النصيحة له فهو برهان على أنه يحب له الخير، ولا يرضى له أسلوبه الغير نافع والغير سوي ، فيحاول أن يغيير هذا السلوك بنصحه وإرشاده دون أن يسبب له الإحراج ، ولا بطريقة فيها تعالٍ عليه ويمارس الأستاذية عليه .

(إن السرية في النقد من شأنه أن يكون فعالاً ، وذلك لما يحس به الطرف الآخر من أمن وثقة في ناقده ، مما يساعده على البوح والتعبير بحرية عما يختلجه حتى وإن كانت أدق التفاصيل فيما يخص حياته)1.

ومن الضروري أن تبحث طرقاً لقلوب المحيطين بك لكي توصل لهم النصح بطريقة تجد قبولهم واستحسانهم .

يقول ((كلارنس فرانسيس)) أحد مؤسسي هيئة الأغذية العامة : بقيامك بالثناء على أحدهم فإنك تقوم بذلك بإخراج أفضل ما فيه من مشاعر، وبذلك سيكون متفهماً لك أكثر عندما يبيت أمر انتقاده ضرورياً 2.

يعتبر النصح من الأمور الهامة في رقي المجتمعات كيف لا وهو الطريق لتصحيح المسار وتقويمه ، وإرشاد الساهي والغافل للصواب ، فالمسلم مرآة لأخيه وعينه التي يرى من خلالها .

ثانياً : قبول أعذار الآخرين

تمر بالإنسان أحياناً بعض المواقف التي تبعده عن طبيعته الوديعة والهادئة ، وبعض المواقف تكون رغماً عنه ، وطارئ على شخصيته .

لذا علينا أن نكون حذرين في التعامل مع مواقف الحياة اليومية .

(يذكر ستيفن كوفي : أنه بينما كان في نفق في نيويورك ، كان الناس يجلسون بهدوء ، كان منظراً هادئاً ومسالماً . ثم فجأة دخل رجل مع أولاده ، وكان الأولاد على درجة من الفوضى والمشاكسة بحيث تغير الجو كله على الفور.

جلس الرجل إلى جانبي وأغلق عينيه متجاهلاً كل ما يحدث وكان الأطفال يركضون جيئة وذهاباً ويقذفون بالأشياء ، وكان الأمر في غاية الإزعاج، ومع ذلك لم يفعل الرجل شيئاً.

ولم أستطع أن أصدق أن يكون هذا الشخص عديم الإحساس بحيث يترك أولاده يتصرفون على هواهم دون أن يتحمل أي مسؤولية ، وفي النهاية التفت إليه وقلت ، بعد صبر وكبت : سيدي إن أولادك يزعجون العديد من الناس فعلاً وأتساءل إن كان بإمكانك ضبطهم قليلاً .

فتح الرجل حدقتيه كأنه يعي الموقف لأول مرة وقال بنعومة : آه أنت على حق أعتقد أن علي أن أفعل شيئاً ، لقد عدنا لتونا من المستشفى حيث توفيت أمهم قبل حوالي ساعة ولا أعرف ما أفعل، وأعتقد أنهم لا يعرفون كيف يتقبلون الأمر أيضاً) 3.

(ويمكن للمرء أحياناً أن لا يقبل الاعتذار وذلك إذا تيقن أن هذا القبول لا ينفع المعتذر ولا يؤدبه ، أو إذا علم أن المعتذر يستخدم هذا الاعتذار من قبيل المراوغة والمخادعة والاستغفال والاستهبال. أما غير ذلك وفي غالب الأحوال والظروف ، فإن الأولى بالمرء أن يسمو بنفسه فيقبل انكسار المنكسرين واعتذار المعتذرين) 4.

ثالثاً : الاعتراف بالخطأ

الاعتراف بالخطأ من الآداب التي تجعل من المعترف محل ثقة واطمئنان أمام الناس، لأن الذي يكون صريحاً مع الناس يكون التعامل معه أدعى.

(حدثني يوماً أحد المعلمين أنه أثناء زيارة الموجه له قرأ أحد الطلاب آيات من القرآن بطريقة خطأ ، فاستوقفه المعلم وصحح له قراءته ، فقال الطالب هكذا سمعتها من أيها المعلم . فلم يتردد المعلم أو يشعر بالارتباك والخوف، إنما رد عليه بثقة : إن قلت هذا فقد أخطأت ، والصحيح ما أقوله الآن. فشعر الموجه بسعادة وسرور ، وأثنى على تصرفه ، وقال له يكفيك هذا ) 5.

رابعاً : لا تكن لواماً

بعض السلوكيات من أقوال تسبب الضجر والقطيعة لصاحبها ، وتجعل منه منبوذاً لدى الخلق ، وحتى من أقرب الناس إليه ، فيهجره أهله ، ويتجنبه الزميل .

يقول الشاعر:

مــن اليوم تعارفنا ونطوي ما جـرى منا

فــلا كان ولا صار ولا قلتم ولا قـلـنـا

وإن كـــان ولا بد مـن العتب فبالحسنى

(إن العتاب لا يحل مشكلة ولا يوطد علاقة ولا يرجع فائتاً ، ومن كان هذا شأنه فالخير في تركه . إن صديقاً للزاهد ابن السماك واعظ هارون الرشيد قال له ذات يوم : الميعاد بيني وبينك غداً نتعاتب ، فقال له ابن السماك رحمه الله : بل بيني وبينك غداً نتغافر ، إنه جواب يأخذ بمجامع القلوب)6.

هذه بعض الآداب التي جمعتها ، وإن كانت هناك ميزة لها ، فهي أنها غائبة عن البعض ولا يلقي لها بالاً ، لذا أحببت أن اظهرها للسطح لكي يستفيد منه كل طامح لتحسين علاقته بالآخرين ، وتحذير لكل غافل في عصر السرعة من أن يحمل في يديه جذوة منها ، لكي تنير له طريق النجاح .

وبالتوفيق=)

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

التصنيفات
الصف السابع

تقرير لدرس عام الوفود للصف السابع

دولة الإمارات العربية المتحدة
وزارة التربية و التعليم
منطقة ___________________
مدرسة ______________

تقرير بعنوان :

عمل الطالبة : _________________
سابع ___
2022 – 2022
مقدم للمعلمة : ___________

الوفود الأولى
كان من أوائل التي قدمت إلى الرسول ‘ وفد بني أسد وقالوا: أتيناك قبل أن ترسل إلينا، وحينها نزلت الآية الكريمة: {يَمُنّونَ عَليكَ أنْ أسْلَموا} وبعدها قدم في شهر ربيع الأول وفد ذي مرة وخولان، فسألهم رسول الله عن صنم لخوان فقالوا: أبشر، بدلنا الله بما جئت به. وأيضاً قدم الزاريون وهم عشرة أشخاص. وفد بني تميم كان من أوائل وأهم القبائل التي جاءت إلى الرسول ‘ وفد بني تميم، فقدم عطارد بن حاجب بن زرارة التميمي وهو من أشراف بني تميم، وقدم أيضاً الأقرع بن حابس وعيينة بن حصن، فلما دخلوا نادوا رسول الله ‘ من وراء الحجرات، فآذى ذلك الرسول ‘ فخرج إليهم فقالوا: يا محمد جئناك نفاخرك فأذن لشاعرنا الزبرقان بن بدر وخطيبنا عطارد بن حاجب، فأذن لهم فقال عطارد: الحمد لله الذي له علينا الفضل الذي جعلنا ملوكاً ووهب لنا أموالاً عظاماً نفعل فيها المعروف وجعلنا أعز أهل المشرق وأكثرهم عدداً، فمن يفاخرنا فليعدد مثل عددنا، فقال الرسول ‘ لثابت بن قيس: أجب الرجل فقال: الحمد لله الذي له السماوات والأرض خَلْقُهُ، قضى فيهن أمره ووسع كرسيه علمه، ولم يكن شيءٌ قطٌّ إلا من فضله ثم كان من قدرته أن جعلنا ملوكاً، واصطفى من خير خلقه رسولاً أكرمهم نسباً وأصدقهم حديثاً وأفضلهم حسباً، فأنزل عليه كتابه وائتمنه على خلقه فكان خيرة الله تعالى من العاملين، فآمن به المهاجرون من قومه وذوي الرحمة، أكرم الناس نسباً وأحسن الناس وجوهاً وخير الناس فعالاً، ثم كان أول خلق الله استجابة لله حين دعاه، نحن فنحن أنصار الله ووزراء رسوله نقاتل الناس حتى يؤمنوا، فمن آمن بالله ورسوله منع ماله ودمه ومن كفر جاهدناه في الله أبداً، وكان قتله علينا يسيراً، والسلام عليكم. فقالوا: يا رسول الله، ائذن لشاعرنا، فأذن له، فقام الزبرقان بن بدر فقال: نحن الكرام فلا حي يعادلنا منا الملوك وفينا تنصب البيع وكم قسرنا من الأحياء كلهم عند النهاب وفضل العرب يتبع ونحن يطعم عند القحط مطعمنا من الشواء إذا لم يؤنس الفزع بما ترى الناس تأتينا سراتهم من كل أرضٍ هوياً ثم نصطنع فننحر الكوم عبطاً في أرومتنا للنازلين إذا ما أنزلوا شبعوا فلا ترانا إلى حيٍّ نفاخرهم إلا استقادوا وكاد الرأس يقتطع إنا أبينا ولن يأبى لنا أحد إنا كذلك عند الفخر نرتفع فمن يفاخرنا في ذاك يعرفنا فيرجع القول والأخبار تستمع وكان حسان بن ثابت غائباً، فدعاه الرسول ‘ ليجيب الزبرقان فأتى حسان بن ثابت فلما سمع ما قاله الزبرقان قال: إن الذوائب من فهرٍ وإخوتهم قد بينوا سنة للناس تتبع قوم إذا حاربوا ضروا عدوهم أو حاولوا النفع في أشياعهم نفعوا يرضى بهم كل من كانت سريرته تقوى الإله وكل البر يصطنع سجية تلك منهم غير محدثة إن الخلائق فاعلم شرّها البدع إن كان في الناس سباقون بعدهم فكل سبقٍ لأدنى سبقهم تبع لا يرقع الناس ما أوهت أكفهم عند الدفاع ولا يوهون ما رقعوا إن سابقوا الناس يوماً فاز سبقهم أو وازنوا أهل مجدٍ بالندى متعوا أعفةً ذُكرت في الوحي عفتهم لا يطبعون ولا يزري بهم طمع لا يبخلون على جارٍ بفضلهم ولا يمسهم من مطمع طبع إذا نصبنا لحيٍّ لم ندبّ لهم كما يدبّ إلى الوحشية الذرع كأنهم في الوغى والموت مكتنع أسدٌ بحلية في أرساغها فدع أكرم بقومٍ رسولُ الله شيعتهم إذا تفاوتت الأهواء والشيع فإنهم أفضل الأحياء كلهم إن جد بالناس جد القول أو شمعوا فلما انتهى حسان قال الأقرع بن حابس: إن هذا الرجل لَمُؤتَّى له، خطيبهم أخطب من خطيبنا وشاعرهم أشعر من شاعرنا، ثم أسلموا. وفي هذه الحادثة نزلت الآية الكريمة: {إنّ الذينَ يُنادونَكَ من وراء الحُجُراتِ أكثرُهُم لا يعقلون}. مجيء وفد بني عامر ومعهم عامر بن الطفيل استقبل النبي ‘ وفد بني عامر وأحسن ضيافتهم، فأعجبوا بأخلاقه عليه الصلاة والسلام فأسلموا جميعاً، وأعلنوا تأييده، وبالغوا في مدحه، فعن أبي مطرف رضي الله عنه قال: انطلقت في وفد بني عامر إلى رسول الله ‘ فقلنا: أنت سيّدنا، فقال: >السيد الله تبارك وتعالى<، قلنا: وأفضلنا فضلاً، وأعظمنا طولا، فقال لنا: >قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان<. قصة عامر بن الطفيل: كان مع ذلك الوفد عامر بن الطُّفَيل وأَرْبَد بن قيس وجبّار بن سلمى، وعندما قدم عامر بن الطفيل إلى الرسول ‘ كان يريد الغدر به فقال له قومه: يا عامر إن الناس أسلموا فأسلم، فقال عامر: والله لقد كنت آليت أن لا أنتهي حتى تتبع العرب عقبي، أفأنا أتبع عقب هذا الفتى من قريش، ثم قال لأربد: إذا قدمنا على الرجل فإني سأشغل عنك وجهه، فإذا فعلتُ ذلك فاعْلُهُ بالسيف! فلما قدموا إلى رسول الله ‘ قال عامر: يا محمد خالِنِي، فقال الرسول: لا والله حتى تؤمن بالله وحده. فقال عامر: يا محمد خالني، وأخذ يكلم الرسول وينتظر من أربد ما أمره به، فلم يفعل أربد شيئاً، فلما رأى عامر ذلك قال: يا محمد خالني، فقال الرسول: لا، حتى تؤمن بالله وحده لا شريك له، فلما لم يقبل الرسول بأن يخاليه قال: أما والله لأملأنها عليك خيلاً ورجالاً. فلما ذهب قال الرسول ‘: اللهم اكفني عامر بن الطفيل. وعندما خرج عامر مع أربد من عند الرسول قال لأربد: ويلك يا أربد أين ما كنت ما أمرتك به؟ والله ما كان على ظهر الأرض رجلٌ هو أخوف عندي على نفسي منك، وايمُ الله لا أخافك بعد اليوم أبداً. فقال أربد: لا أبا لك لا تَعْجَل علي، والله ما هممت بالذي أمرتني به من أمره إلا أن دَخَلتَ بيني وبين الرجل حتى ما أرى غيرك، أفأضربك بالسيف؟ وبعد أن خرجوا من عند الرسول ‘ عائدين إلى قومهم بعث الله الطاعون إلى عامر بن الطفيل، فمات، فعاد أربد مع بقية الوفد إلى قومهم وقد كانوا مرتبكين فقال قومهم لأربد: ما وراءك يا أربد؟ فقال: لا شيء، والله لقد دعانا إلى عبادة شيء لوددت أنه عندي الآن فأرميه بالنبل حتى أقتله، وخرج بعد ذلك بيومٍ أو يومين ومعه جمل، فأرسل الله تعالى عليهم صاعقةً أحرقت أربد وقتلته.

إسلام بني سعد بن بكر
أرسلت بنو سعد بن بكر ضمام بن ثعلبة –رضي الله عنه– وفداً إلى النبي ‘ وروى الإمام البخاري قدومه فقال: بينما نحن جالسون مع النبي في المسجد دخل رجل على جملٍ فأناخه في المسجد، ثم عقله، ثم قال: أيكم محمد؟ والنبي ‘ متكئ بين ظهرانيهم، فقلنا: هذا الرجل الأبيض المتكئ. فسأل ابن ثعلبة النبي: الرجل ابن عبد المطلب؟ فقال له: قد أجبتك. فقال ابن ثعلبة: إني سائلك فمشدد عليك في المسألة فلا تجد علي في نفسك، فقال النبي: اسأل عما بدا لك. فقال ابن ثعلبة: أسألك بربك وبرب من قبلك، الله أرسلك إلى الناس كلهم؟ فقال النبي: اللهم نعم. فقال: أنشدك بالله، الله أمرك أن نصلي الصلوات الخمس في اليوم والليلة؟ فقال النبي: اللهم نعم. فقال: أنشدك بالله، الله أمرك أن نصوم هذا الشهر من السنة؟ فقال النبي: اللهم نعم. فقال: أنشدك بالله، الله أمرك أن تأخذ هذه الصدقة من أغنيائنا فتقسمها على فقرائنا؟ فقال النبي: اللهم نعم. فقال: آمنت بما جئت به وأنا رسول من ورائي من قومي، وأنا ضمام بن ثعلبة أخو بني سعد بن بكر. ولما رجع إلى قومه اجتمعوا إليه، فكان أول ما تكلم به أن قال: بئست اللات والعزى. قالوا: اسكت يا ضمام، اتق البرص والجذام اتق الجنون، قال: ويلكم إنهما والله لا يضران ولا ينفعان، إن الله عز وجل قد بعث رسولاً وأنزل عليه كتاباً استنقذكم به مما كنتم فيه، وإني أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله. إني قد جئتكم من عنده بما أمركم به ونهاكم عنه. ولم يمض ذلك اليوم حتى أسلمت ديار بن بكر كلها. قال ابن عباس رضي الله عنهما: فما سمعنا بوافد قومٍ كان أفضل من ضمام بن ثعلبة.

إسلام بني عبد قيس
كان رجلٌ من بني عبد قيس يقال عنه منقذ بن حيّان، كان يأتي للمدينة المنورة للتجارة، فرأى النبي ‘ وسمع كلامه فأعجب به، فأسلم وتفقه في الدين، ثم بعثه النبي ‘ بكتاب إلى قومه يدعوهم فيه إلى الإسلام، فتوافد عليه بنو عبد قيس في ذلك العام. وسأله عن الإيمان والدين، وقد كان كبيرهم هو >الأشج< الذي قال عنه النبي ‘: >إن فيك خصلتين يحبهما الله، الحِلْم والأناة<.

وفد بني حنيفة
جاء وفد بني حنيفة إلى رسول الله ‘ وكانوا سبعة عشر رجلاً فيهم مسيلمة الكذّاب، فأسلموا ونزلوا في دار بنت الحارث التي كانت مخصّصة للوفود، أما مسيلمة فكان يطمع في الملك والرياسة واستنكف عن الإسلام، ولذلك كان يقول لمن حوله: "إن جعل لي محمد الأمر من بعده تبعته"، فلما سمع رسول الله ‘ مقالته أقبل إليه ومعه ثابت بن قيس رضي الله عنه، وفي يده عليه الصلاة والسلام قطعةٌ من جريد النخل، فقال ‘: >لو سألتني هذه القطعة ما أعطيتك إياها، ولن تعدو أمر الله فيك، ولئن أدبرت ليعقرنك الله، وهذا ثابت يجيبك عني<، ثم انصرف عنه، وكان رسول الله ‘ قد رأى في منامه كأنّ في يديه سوارين من ذهب، فأصابه الهمّ لذلك، حتى سمع في المنام من يأمره أن ينفخ فيهما، فلما فعل ذلك استحالا تراباً، فأوّلهما النبي ‘ بخروج من يدّعي النبوة كذباً وبهتاناً، فكان أحدهما العنسيّ في اليمن، والآخر مسيلمة في بني حنيفة.

وفد بني طيء ووفاة زيد الخيل
قدم وفدٌ من أعيان بني طيء للقاء الرسول ‘ وبصحبتهم سيدهم زيد الخيل -رضي الله عنه– فعرض عليهم النبي ‘ الإسلام فأسلموا، وقد قال رسول الله ‘ عن زيد الخيل: ما ذكر لي رجل من العرب بفضل ثم جاءني إلا رأيته دون ما يقال فيه إلا زيد الخيل، ثم سماه الرسول ‘ >زيد الخير<. ثم خرج زيد من عند رسول الله ‘ وعاد إلى قومه، ثم أصابته الحمى بعد ذلك ولم يلبث أن مات.

عدي بن حاتم
لما سمع عدي بن حاتم عن الرسول ‘ ذهب إلى غلامه الذي يرعى إبله وقال له: لا أبا لك، أعدَّ لي من إبلي أجمالاً ذللاً سماناً، فاحتبسها قريباً مني، فإذا سمعت بجيش لمحمد قد وطأ هذه البلاد فآذنّي. ففعل الغلام ذلك، ثم أتى الغلام بعد فترة إلى عدي وقال له: يا عدي، ما كنت صانعاً إذا غَشِيَتك خيل محمد فاصنعه الآن، فإني قد رأيت راياتٍ فسألت عنها فقالوا: هذه جيوش محمد. فقال عدي: فقرّب إليّ أجمالي. فقربها، ثم هرب عدي بن حاتم إلى الشام. ثم أُسرت ابنة حاتم ووُضعت بمكان بجوار المسجد توضع به السبايا، فمر بجانبها رسول الله ‘، فقامت وقالت: يا رسول الله، قد هلك الوالد، وغاب الوافد، فمُنّ عليّ مَنَّ الله عليك. فقال: ومن وافدكِ، فقالت: عدي بن حاتم. فقال: الفار من الله ورسوله؟ ثم ذهب الرسول ‘، ثم ذهب إليها في اليوم التالي ودار الحوار ذاته بينهما، ثم أتى في اليوم الذي يليه، وعندها أشار رجل من خلف الرسول ‘، فقامت ابنة حاتم لكي تكلمه، فأعادت ما قالته سابقاً، فقال لها: قد فعلت، فلا تعجلي بخروج حتى تجدي من قومك من يكون لك ثقة حتى يبلغك بلادك، ثم آذنيني. وبعد مدة جاءت إلى رسول الله ‘ فقالت له: قد قدم رهط من قومي لي فيهم ثقة وبلاغة، ثم ذهبت معهم إلى الشام. وحينما وصلت ابنة حاتم إلى الشام قالت لعدي: القاطع الظالم، احتملت بأهلك وولدك وتركت بقية والدك عورتك، فقال عدي: أي أخيّة، لا تقولي إلا خيراً، فوالله مالي من عذر وقد صنعت ما ذكرت. ثم قال لها: ماذا ترين في أمر هذا الرجل؟ فقالت: أرى والله أن تلحق به سريعاً، فإن يكن الرجل نبياً فللسابق إليه فضله، وإن كان ملكاً فلن تذل في عز الإيمان وأنت أنت، فقال: والله هذا الرأي، وبعد ذلك ذهب عدي إلى الرسول ‘ وأسلم.

وفد بني ثقيف
عندما قدم وفد ثقيف على رسول الله ‘ أنزلهم في المسجد ليكون أرق لقلوبهم إذا سمعوا القرآن ورأوا الناس تصلي، فمكثوا يتردّدون على النبي ‘ وهو يدعوهم إلى الإسلام، فعرضوا عليه أن يعقد معهم صُلحاً يأذن لهم فيه بموجبه بالزنا وشرب الخمر وأكل الربا، ويترك لهم اللات، ويعفيهم من الصلاة، فأبى النبي ‘، فتشاوروا فلم يجدوا محيصاً من الإسلام، واشترطوا أن يتولّى رسول الله ‘ هدم اللات، وأن ثقيفاً لا يهدمونها بأيديهم قبل ذلك، وأمّر النبي عليه الصلاة والسلام عليهم عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه لأنه كان أحرصهم على التفقّه في الدين وتعلّم القرآن.

قدوم وفد جرير بن عبد الله البجلي
قدم جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه من أرض اليمن مع وفد من قومه إلى المدينة ليعلنوا إسلامهم، ويحكي جرير رضي الله عنه لحظات وصوله فيقول: "لما دنوت من المدينة أنخت راحلتي، ثم لبست حُلّتي، ثم دخلت المسجد، فإذا النبي ‘ يخطب، فرماني الناس بالحدق (أي وجهوا أنظارهم إليه)، فقلت لجليسي: يا عبد الله، هل ذكر رسول الله ‘ من أمري شيئا؟ قال: نعم، ذكرك بأحسن الذكر، بينما هو يخطب إذ عرض لك في خطبته فقال: >إنه سيدخل عليكم من هذا الفج خير ذي يمن، ألا وإن على وجهه مسحة ملك<. يقول جرير رضي الله عنه: فحمدت الله عز وجل.

وفد نجران
كان النبي ‘ قد أرسل إلى نصارى نجران يدعوهم إلى الإسلام، فبعثوا إليه بوفد من أشرافهم ليقابلوه، ودار النقاش طويلاً بين أولئك النصارى وبين رسول الله ‘ ونزلت الكثير من الآيات التي تجيب عن تساؤلاتهم. وبعد أن رأى رسول الله ‘ تعنّتهم وإصرارهم على تزوير الحقائق دعاهم إلى المباهلة (أي الملاعنة) كما أمره الله تعالى في قوله: {فمَنْ حاجّكَ فيه مِنْ بَعْدِ ما جاءَكَ مِنَ العِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أبْنَاءَنا وأبنَاءَكُمْ ونساءَنا ونساءَكم وأنفُسَنَا وأنفُسَكم ثمّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لعنَةَ الله على الكاذبين}، فامتنعوا عن المباهلة خشية أن يكون ذلك سبباً في هلاكهم ونزول العذاب عليهم، ثم تصالحوا مع النبي ‘ على دفع الخراج، واشترطوا أن يبعث معهم رجلاً أميناً لقبض المال منهم، فأرسل معهم أبا عبيدة بن الجراح رضي الله عنه أمين هذه الأمة، رواه البخاري، ثم ما لبث الإسلام أن انتشر بينهم، حتى بعث النبي ‘ من يأخذ منهم صدقاتهم.

إسلام عمرو بن معد
قدم بني زبيد إلى الرسول ‘ وكان معهم عمرو بن معد فأسلم، وكان قد قال عمرو لقيس بن مكشوح المرادي: يا قيس إنك سيد قومك وقد ذكر لنا أن رجلاً من قريش يقال له محمد قد خرج بالحجاز يقول إنه نبي، فانطلق بنا إليه حتى نعلم علمه، فإن كان نبياً كما يقول فإنه لن يخفى عليك، وإذا لقيناه اتبعناه، وإن كان غير ذلك علمنا علمه. فلم يقبل قيس بذلك، فذهب عمرو بن معد بنفسه إلى رسول الله ‘، فأسلم وصدقه وآمن به، فلما علم قيسٌ بذلك غضب كثيراً وقال: خالفني وترك رأيي، فقال عمرو شعراً في ذلك.

وفد بني كندة وقدوم فروة بن مسيك المرادي
قدم الأشعث بن قيس ومعه ثمانون رجلاً في وفد كندة، فدخلوا مسجد الرسول ‘ وهم يلفون حريراً على أعناقهم فقال: ألم تسلموا؟ فقالوا: بلى، فقال: فما بال هذا الحرير على أعناقكم؟ فشقوه منها، فألقوه. ثم قال الأشعث بن قيس: يا رسول الله نحن بنو آكل المرار وأنت ابن آكل المرار، فتبسم رسول الله ‘ وقال: ناسبوا بهذا النسب العباس بن عبد المطلب وربيعة بن الحارث. وقد كان العباس وربيعة رجلين تاجرين وكانا إذا شاعا بين العرب فسئلا ما هي نسبهما فقالا: نحن بنو آكل المرار، ويتعززان بذلك، وذلك لأن كندة كانوا ملوكاً، ثم قال النبي: لا، بل نحن بنو النضر ابن كنانة، لا نقفو أمنا ولا ننتفي من أبينا، فقال الأشعث بن قيس: هل فرغتم يا معشر كندة؟ والله لا أسمع رجلاً يقولها إلا ضربته ثمانين. فروة بن مسيك المرادي: قبيل الإسلام اشتبكت همدان مع مراد في معركة سميت يوم الردم وفازت بها همدان، فلما أتى فروة بن مسيك إلى الرسول ‘ تاركاً بني كندة قال: لما رأيت ملوك كندة أعرضت كالرجل خان الرجل عرق نسائها فقال الرسول: يا فروة هل ساءك ما أصاب قومك يوم الردم؟ فقال: يا رسول الله، من ذا يصيب قومه مثل ما أصاب قومي يوم الردم لا يسوؤه ذلك؟ فقال الرسول: أما إن ذلك لم يزد قومك في الإسلام إلا خيراً. واستعمله النبي ‘ على مراد وزبيد ومذحج كلها، وبعث معه خالد بن سعيد بن العاص على الصدقة، فكان معه في بلاده حتى توفي رسول الله ‘.

صرد بن عبد الله وإسلام الأزديي
ن قدم صرد بن عبد الله الأزدي إلى رسول الله ‘ وكان معه وفد من الأزديين فأسلم، فوكله الرسول بمن أسلم من قومه، وأمره الرسول أيضاً بأن يجاهد مع من أسلم من قومه. فذهب صرد بن عبد الله مع من أسلم من قومه إلى جرش لكي يجاهد بها وكان بها قبائل من اليمن، فلما عرف أهل جرش بقدوم المسلمين تحصنوا في خشعم، فحاصرهم صرد شهراً تقريباً ثم تركهم وذهب إلى جبل يسمى "شَكر"، فظنوه فر منهزماً فذهبوا إليه فهزمهم. وقد كان أهل جرش بعثوا رجلين إلى المدينة المنورة لكي يستطلعا الأوضاع هناك، ثم ذهب الرجلان إلى الرسول ‘ فقال لهما: في أي بلاد الله يقع شَكْر؟ فقالا: في بلادنا جبل يقال له كَشْر. فقال الرسول: إنه ليس بكَشْر ولكن شَكْر، فقالا: فما شأنه يا رسول الله؟ فقال الرسول: إن بدن الله لتُنحر عنده الآن. فذهب الرجلان إلى أبي بكر أو عثمان فقال لهما: ويحكما، إن رسول الله ‘ ليعني لكما قومكما، فاذهبا إلى الرسول ‘ فاسألاه أن يدعو الله أن يرفع عن قومكما، فقالا ذلك للرسول فقال: اللهم ارفع عنهم، فتركا المدينة وعادا إلى قومهما فوجدا أن ما أصاب قومهم صرد بن عبد الله في الساعة التي ذكر فيها الرسول ما ذكر، ثم خرج وفدٌ من جرش إلى الرسول ‘ فأسلموا.

إسلام ملوك اليمن الحِمْيَريين
قدم الملوك الحِمْيَريون إلى الرسول ‘ بعد بني تميم مباشرةً مع رسولهم الحارث بن عبد كلال والنعمان وهمدان، وقد أرسل إليهم رسول الله ‘ كتاباً قال فيه: بسم الله الرحمن الرحيم: من محمد رسول الله النبي إلى الحارث بن عبد كلال وإلى نعيم بن عبد كلال وإلى النعمان ومعافر وهمدان، أما بعد ذلكم، فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو، أما بعد فإنه قد وقع رسولكم منقلبَنا من أرض الروم، فلقينا في المدينة فبلغ ما أرسلتم به وخبر ما قبلكم، وأنبأنا بإسلامكم وقتلكم المشركين وأن الله قد هداكم بهداه، وإن أصلحتم وأطعتم الله ورسوله وأقمتم الصلاة وآتيتم الزكاة وأعطيتم من المغانم الخمس لله، وسهم الرسول وصفيه وما كتب على المؤمنين من الصدقة… فمن زاد خيراً فهو خير له، ومن أدى ذلك وأشهد على إسلامه وظاهر المؤمنين على المشركين فإنه من المؤمنين، له ما لهم وعليه ما عليهم، وله ذمة الله وذمة رسوله، وإنه من أسلم يهودي أو نصراني فإنه من المؤمنين له ما لهم وعليه ما عليهم، ومن كان على يهوديته أو نصرانيته فإنه لا يُرَدّ عنها وعليه الجزية على كل حال ذكر أو أنثى، حرّ أو عبد، فمن أدى ذلك إلى رسول الله ‘ فإن له ذمة الله وذمة رسوله، ومن منعه فإنه عدوٌّ لله ورسوله، وأما بعد فإن رسول الله محمد النبي أرسل إلى زرعة ذي يزن أن إذا أتاكم رسلي فأنا أوصيكم بهم خيراً: معاذ بن جبل، وعبد الله بن زيد، ومالك بن عبادة، وعقبة ابن نمر ومالك بن مرة وأصحابهم. وأن اجمعوا ما عندكم من الصدقة والجزية من مخاليفكم وأبلغوها رسلي، وأن أميرهم معاذ بن جبل، فلا ينقلبن إلا راضياً. أما بعد فإن محمداً يشهد أن لا إله إلا الله وأنه عبده ورسوله. ثم إن مالك بن مرة الرهاوي قد حدثني أنك أسلمت من أول حمير، وقتلت المشركين فأبشر بخير وآمرك بحمير خيراً، ولا تخونوا ولا تخاذلوا فإن رسول الله هو ولي غنيكم وفقيركم، وأن الصدقة لا تحل لمحمد ولا لأهل بيته إنما هي زكاة يزكى بها على فقراء المسلمين وابن السبيل، وأن مالكاً قد بلغ الخبر وحفظ الغيب وآمركم به خيراً، وإني قد أرسلت إليكم من صالحي أهلي وأولي دينهم وأولي عملهم، فإنهم منظورٌ إليهم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قدوم وفد همدان
قدم وفد همدان إلى رسول الله ‘ وكان منهم مالك بن نمط، وأبو ثور، ومالك بن أيفع، وضمام بن مالك السلماني، وعميرة بن مالك الخارفي، وقدموا إلى الرسول وهو عائد من غزوة تبوك وكان مالك بن نمط ورجل آخر يرتجزان القوم فقال واحد منهما: همدان خير سوقة وأقيال ليس لها في العالمين أمثال محلها الهضب ومنها الأبطال لها إطابات بها وآكال فقال الآخر: إليك جاوزن سواد الريف في هبوات الصيف والخريف محطمات بحبال الليف فقام مالك بن نمط بين يديه فقال: يا رسول الله، نَصيّة من همدان، من كل حاضرٍ وبادٍ أتوك على قُلُص نَواج، متصلة بحبائل الإسلام، لا تأخذهم في الله لومة لائم من خارف ويام وشاكر (وهي أسماء قبائل من اليمن) أهل السود والقود، أجابوا دعوة الرسول وفارقوا الأنصاب، عهدهم لا يُنقَض… كتاب رسول الله ‘ إليهم بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتابٌ من رسول الله محمد، لمخلاف خارف وأهل جناب الهضب وحقاف الرمل، مع وافدها ذي المشعار مالك بن نمط، من أسلم من قومه على أن لهم فراعها ووهاظها، ما أقاموا الصلاة وآتوا الزكاة يأكلون علافها ويرعون عافيها، لهم بذلك عهد الله وذمام رسوله، وشاهدهم المهاجرون والأنصار فقال في ذلك بن نمط: ذكرت رسول الله في فحمة الدجى ونحن بأعلى رحرحان وصلدد وهن بنى خوص طلائح تغتلى بركبانها في لاحبٍ ممتدٍّ على كل فتلاء الذراعين جسرةٌ تمر بنا مر الهجف الحفيدد حلفت برب الراقصات إلى مني صوادر بالركبان من هضب قردد بأن رسول الله فينا مصدق رسول أتى من عند ذي العرش مهتدى فما حملت من ناقة فوق رحلها أشد على أعدائه من محمد وأعطى إذا ما طالب العرف جاءه وأمضى بحد الممشرف المهند

إسلام بعض النصارى
قدم الجارود مع وفد عبد قيس إلى رسول الله ‘ فعرض عليه الرسول الإسلام ودعاه إليه فقال: يا محمد إني كنت على دين، وإني تارك ديني لدينك، أفتضمن لي ديني؟ فقال الرسول: نعم، أنا ضامن أن قد هداك الله إلى ما هو خير منه، ثم أسلم هو ووفده، ثم سأل الرسول الحملان فقال: والله ما عندي ما أحملكم عليه فقال: فإن بيننا وبين بلادنا ضوال من ضوال الناس، أفنتبلغ عليها إلى بلادنا؟ فقال الرسول: لا، إياك وإياها، فإنما تلك حرق النار. ثم أسلم بعد ذلك وعاد إلى قومه وحارب الردة فيهم بعد ذلك. وأيضاً وفد على النبي ‘ تميم الداري، وكان رجلاً نصرانياً، فبايعه على الإسلام، فسُرّ به النبي ‘ لأنه كان شاهداً على صدقه ‘ فيما أخبر به من أمر الدجال.

الخلاصة
بإمكاننا أن نستقي من الأخبار السابقة المنهج النبوي العظيم في كيفيّة التعامل مع المدعوّين ومراعاة مشاعرهم واختلاف مستوى مداركهم، كما تعكس تلك الأخبار دقّة النبي ‘ وتنظيمه من خلال تهيأته الأماكن لاستقبال تلك الوفود وإعداد دور الضيافة لهم، وتظهر أيضاً حرص القادمين على معرفة أحكام الدين وشرائعه، فكانت هدايتهم هدايةً لمن ورائهم من العرب.

حجة الوداع
تجهز الرسول ‘ للحج وتركه المدينة بدأ الرسول ‘ بالتجهز للحج في ذي القعدة، ثم خرج إلى الحج وقد بقي ثلاث ليالٍ من ذي القعدة، فوضع على المدينة أبا دجانة الساعدي (ويقال أيضاً أنه وضع عليها سباع بن عرطفة). خطبة الرسول ‘ في حجة الوداع بعد أن حمد الله وأثنى عليه قال: أيها الناس اسمعوا قولي، فإني لا أدري لعلي لا ألقاكم بعد عامي هذا بهذا الموقف ابداً، أيها الناس، إن دماءكم وأموالكم عليكم حرام إلى أن تلقوا ربكم، كحرمة يومكم هذا، وكحرمة شهركم هذا، وإنكم ستلقون ربكم فيسألكم عن أعمالكم، وقد بلّغت، فمن كانت عنده أمانة ليؤدها إلى من ائتمنه عليها، وإن كل ربا موضوع، ولكن لكم رؤوس أموالكم، لا تَظلمون ولا تُظلمون، قضى الله أنه لا ربا، وإن ربا العباس بن عبد المطلب موضوع كله، وإن كل دم كان في الجاهلية موضوع، وإن أول دمائكم أضع دم ابن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب (وكان مسترضعاً في بني ليث، فقتلته هذيل) فهو أول ما أبدأ به من دماء الجاهلية. أما بعد، أيها الناس، فإن الشيطان قد يئس من أن يُعبَد بأرضكم هذه أبداً، ولكنه إن يُطع فيما سوى ذلك فقد رضي به مما تحقرون من أعمالكم، فاحذروه على دينكم. أيها الناس: إن النَّسيء زيادة في الكفر، يضل به الذين كفروا يحلّونه عاماً ويحرّمونه عاماً ليواطئوا عدة ما حرّم الله، فيحلُّوا ما حرّم الله ويحرِّموا ما أحل الله، وإن الزمان قد استدار كهيئته يوم خلق الله السماوات والأرض، وإن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهراً، منها اربعةٌ حرم، ثلاثة متوالية، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان. أما بعد أيها الناس، فإن لكم على نسائكم حقاً ولهن عليكم حقاً، لكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحداً تكرهونه، وعليهن أن لا يأتين بفاحشة مبينة، فإن فعلن فإن الله قد أذن لكم أن تهجروهن في المضاجع وتضربوهن ضرباً غير مبرّح، فإن انتهين فلهن رزقهن وكسوتهن بالمعروف. إنما أخذتموهن بأمانة الله واستحللتم فروجهن بكلمات الله، فاعقلوا أيها الناس قولى، فإني قد بلّغت، وقد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبداً، أمراً بيّناً، كتاب الله وسنة نبيه. أيها الناس، اسمعوا قولي واعقلوه، إن كل مسلم أخ للمسلم، وإن المسلمين إخوة، فلا يحل لامرئ من أخيه إلا ما أعطاه من طيب نفسه منه، فلا تظلمن أنفسكم، اللهم هل بلّغت؟ فقال الناس: اللهم نعم. فقال الرسول: اللهم اشهد. وبعدها ألقى الرسول ‘ بعض الوصايا في عرفة وأكمل الحج. ثم توفي بعد بعد ذلك بقليل في 12 ربيع الأول من السنة الحادية عشرة للهجرة ودُفن في المدينة، صلى الله عليه وسلم.

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده