أ – محمد طه بصل
((المشهد الأول ))
** يفتح الستار على الشخص رقم ( 1 ) و هو يَصْرخ ُ و يقـولُ :
( 1 ) : سُرقتْ طيوري ، ضاعتْ كُـلها ، طيوري ….
ضاعتْ كُلّ طيوري …. هَـلْ رأيت َ مَن سرقَ طيوري؟
(2 ) :لا لم ْ أرَ شيئا .
( 1 ) : و أنتِ بالله عليك ِ … هل رأيتِ من سَـرق طيوري ؟
(3 ) : آسفة .. لم أرَ طيورًا …… منذُ متى ضاعتْ طيورُك ؟
( 1 ) : أمس فـقــط … ضاعــتْ أمس فـقط . يا طـيـوري العـزيزة ..( يبكي ) ، لو رأيتِ كثرتَها ، و جمالَ ريشها !!
( 4 ) : ستعودُ إليك ، فالطيورُ تعرفُ كيفَ تعود .
( 1 ) : لا ، لنْ تعودَ ؛ إنها الآن تـُبـاع في السوقِ ، أو يجهزُها
الطبّاخون !!.. يا طيوري !!
( 5 ) : اكتبْ إعلانًا ، و عـلـق نُـسخـًا منه في الأماكنِ العامة ِ . ربما يأتيك َ مَـنْ يَـدُلك عـليها.
( 6 ) : و ارصدْ مكافأةً لـِمَنْ يَـدُلكَ عليها !!
** ترتسم على وجهه ملامح الانشغال و التفكير .
( 1 ) : وجدتُها… سأذهبُ إلى " جحا " إنّه الرجل الوحيدُ القادرُ على ردّ طيوري إليّ ، أو التعرف على سارقِها .
– الجميع : – نعم .. نعم .. اعرضْ الأمرَ عليه ..
( 7 ) – نعم " جحا " أفضل ..
( 8 ) – " جحا " سيتولى الأمر .
( 9 ) – " جحا " رجل لمثل هذه الأمور .
**( يطرق بابا في جانب خشبة المسرح ، و يخرج له " جحا " )
( 1 ) – السلام عليك يا جحا :
جحا : – و عليك السلام .
(1 ) – سـُرقت طيوري يا جحا …. مزرعة كاملة من الطيور النادرة سُـرقت ، و أنا أريدُ أن أعرفَ السارقَ …. و …. و سأعـطيكَ مكافأةً مُجزية ً .
** ( يطرق " جحا " قليلا … ثم يرفع رأسه و تلمع عـيناه بنور فكرة واتته )
جحا – ادعُ جميع َ جيرانِك و أصدقائك لتناول طعام ِ الغداءِ عِـندكَ ، و دعْ الأمرَ لي .
( 1 ) : كيفَ أدعوهم إلى طعامي ، و قدْ سَـرقَ أحدُهم طيوري ؟!!
جحا : دعْ الأمرَ لي ، أعطني فرصة ً لأعـمل ..
(( المشهد الثاني ))
**( الجيران و الأصدقاء في بيت الرجل الذي سرقت طيوره منهمكون في تناول الطعام ، و فجأة يـقــف " جحا " و يبدأ بالتكلم إليهم )
" جحا " : أيها الجيرانُ و الأصدقاءُ ، هل تعلمون َ لماذا دعانا صديـقــُـنا اليوم ؟
– الحاضرون : لكي نأكل …
– " جحا " : و ما المناسبة ؟
-الجميع : بمناسبة سرقة طيوره ….
** يضحكون جميعا ….. ها ها
" جحا " : إنه يعرف أن اللصَ واحدٌ منكم ، فهل أنتم مستعدون للقـسَم على أنكم لم تأخذوا الطيورَ من بيته ؟
– الجميع بحماس ، و بلا تردد : نعم نقسم …… نعم نقسم ..
** يجلسون ، و يظل أحدهم : نعم نقسم
** ( جحا يكلم نفسه : لم تنفع هذه الطريقة لا بد أن أجرب طريقة أكثر ذكاء )
جحا : لا لا … لا أريد أن تقسموا ، لأنني أرى السارق أمامي الآن
*** ضج الحاضرون ، و استنكروا أن يكون السارق بينهم .
– الجميع : السارق بيننا … السارق واحد منا ؟؟
– " جحا " – مظهرا التعـقـل – : لا … لا يا أصدقائي سوف أتحدث إليه منفردا فيما بعد.
– الجميع في غضب : لا . لا … لا بد أن نعرفه الآن .. الآن ، قـل لنا اسمه حتى نعاقبه ، و نطرده من بيننا .
– " جحا " : سأخبركم فيم بعد . يكفيه ما يشعر به من خوف ، و رعب
– الجميع لصاحب البيت في لهجة غاضبة : ( 1 ) : أخبرنا أنت …. من السارق ؟
– الرجل بهدوء (1 ) : أنا أعرفه ، و جحا أيضا ، و لكنني أرى أن جحا يتصرف بحكمة ، فلندع الأمر له .
– جماعة من الحاضرين : ما دمت قد دعوتنا من أجل معرفة السارق ، فلن نخرج قبل أن نعرفه ….
– الجميع : نعم … نعم لن نخرج قبل أن نعرفه .
جحا : ما دمتم مصرين على ذلك ( و يبتسم ابتسامة هادئة ساخرة ) دعوني أساعده على تعريفنا بنفسه – يصمت هنيهة ثم يواصل – إنه هو ..الرجل الذي يجلس بيننا الآن و فوق رأسه ريشة بيضاء من ريش الطيور المسروقة .
** ( بدأ الحاضرون ينظر بعضهم إلى رؤوس بعض ، و لكن أحدهم ظهر عليه الارتباك ، و وضع يده على رأسه ، و أخذ يتحسس شعره بطرقة لافتة باحثا عن الريشة )
جحا و بعض الحاضرين بلهجة حازمة :
– أنتَ من سرق الطيور .
( تمت )
م