ابيهاا باااجر
اذاا كنتوووا تحبوووني ..
انااا بتريااااااكــن..
انااا بتريااااااكــن..
فهم معنى الضرب كجمع متكرر لأعداد متساوية
استخدام الضرب كعملية سريعة لجمع أعداد متساوية .
عملية الضرب في الرياضيات هي عملية الضرب تقابل عملية القسمة وفي الحساب يمكن تفسير عملية الضرب بأنها عمليات جمع متكررة للعدد ذاته.
في أبسط حالتها تكون عملية الضرب عبارة عن مجموع عدد معين من رقم ما، على سبيل المثال 7 × 4 هي 7 + 7 + 7 + 7.
يسمى حدي عملية الضرب المضروب والمضروب به أو عوامل الضرب وتسمي النتيجة حاصل الضرب أو الجداء.
وعليه فالضرب هو جمع المضروب مع نفسه ثم تكرار ذلك بعدد المضروب فيه والناتج الذي نحصل عليه من جمع المضروب على نفسه عدد من المرات يساوي المضروب فيه هو نفس الناتج الذى نحصل عليه لو أننا جمعنا المضروب فيه على نفسه عد من المرات.
نفع الله به
الرسول صلى الله عليه وسلم هو: (محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم ابن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لُؤَيّ بن غالب بن فِهر بن مالك ابن النَّضر بن كِنانة بن خُزيمة بن مُدركة بن إلياس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان) (رواه البخاري) ، وعدنان من ولد إسماعيل الذبيح بن إبراهيم عليهما السلام.
وأبوه:
عبد الله بن عبد المطلب، كان أجمل قريش (قبيلة قريش) وأحب شبابها إليها، عاش طاهرًا كريمًا حتى تزوج بآمنة بنت وهب أم الرسول صلى الله عليه وسلم.
وأمّه:
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب، وزهرة هو أخو قصي بن كلاب جد الرسول صلى الل
ه عليه وسلم، وكان أبوها سيد بني زهرة.وجدّه:
عبد المطلب بن هاشم، هو سيد قبيلة قريش، أعطته رياستها لخصاله الوافرة، وقوة إرادته، وعزيمته على فعل الخير لكل الناس، وقد اشتهر بحفر بئر (زمزم) التي تسقي الناس بمكة المكرمة إلى يومنا هذا.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أبو الطيب المتنبي ( 915 ـ 965 م ) / 303 ـ 354 هـ )
1 ـ حياته : ولد المتنبي في الكوفة ، واشتهر منذ حداثته بحدّة الذكاء ،
وقد أختلط بأعراب السماوة واخذ عنهم ملكة اللغة ، ثم طلب المجد والسيادة
بشعره ، ولما أخفق طلبهما بسيفه فقادر ثورةً كانت نتيجتها السجن
والإخفاق أيضاً 0
واتصل المتنبي ببدر بن عمّار في طبرية ثم ما عتّم أن تركه بسبب الحسّاد
واتصل بسيف الدولة أمير حلب ولزمه تسع سنوات كانت أطيب حقبه في
حيات المتنبي ثم تركه وقصد كافوراً بمصر طامعاً في ولاية وعده بها
الأمير الاخشيدي ثم أخلف وعده فانحرف عنه المتنبي وهجاه ثم راح
يضرب في البلاد متقلباً بين العراق وفارس متصلاً بابن العميد وعضد الدولة
ثم قتل في طريقه إلى بغداد 0
2 ـ آثاره : لأبي الطيب ديوان كان هو أول من جمعه ، وقد شرحه الكثيرون
منهم العكبري واليازجي وتعددت طباعته ،
3 ـ شخصيّته في شعره : كان شعر المتنبي شديد اللصوق بشخصيّته
فكان صورة لنفسه في جميع احوالها : في مجازفتها وفي تقديسها للقوة ،
وقد انقسم شعره بالنظر إلى بروز شخصيته إلى أربعة أقسام : قسم هو
شعر الفتوة ، يتضمن الفخر والتهديد ، وقسم قيل عند سيف الدولة ، وقسم
قيل في مصر وقسم قيل في فارس والعراق ،
4 ـ فنونه الشعرية :
1 ـ المدح : يشغل المدح القسم الأكبر من ديوان المتنبي ، وقد مدح نحواًمن
خمسين شخصاً أشهرهم سيف الدولة 0 وكان أسلوبه أيضاً الأسلوب القديم مصطبغاً بثورة نفس الشاعر 0 أما قيمة مدح أبي الطيب فحقيقة لما يتجلى
في شعره من خبرة بالأخلاق ، وتصوير رائع 0 وعلو نفس 0 وشدة جرس موسيقي 0 وفي مدح المتنبي أيضاً تحسينات بديعية موفقة 0
2 ـ العتاب : عتاب المتنبي أشبه بمحاسبة ، فيها روعة 0
3 ـ الرثاء : كان المتنبي يلجأ في رثائه إلى ضرب الحكم وبسط فلسفة متشائمة ولكنه في رثاء من يحبهم كان يضطرم عاطفة 0
4 ـ الوصف : توفر المتنبي على وصف الأخلاق وقد أنصرف إلى وصف بعض المشاهد الطبيعية والحيوانية 0
5 ـ الهجاء : هجاء المتنبي انتقام لكرامته ، والمتنبي لا يعرف إلى الطعن الجارح البليغ 0 وقد يعمد إلى السخر وهو فيه ماهر 0
6 ـ الفخر : أبو الطيب يفخر في جميع أحواله ، وقد كاد يحصر فخره في نفسه مطرئاً عزمه وصبره وتصلبه 0
7 ـ الغزل : غزل المتنبي ضعيف العاطفة تقليدي في مجمله 0
5 ـ المتنبي شاعر الحكمة : فلسفة المتنبي :
1 ـ ما المقصود من فلسفة المتنبي : ليس المتنبي فيلسوفاً بمعنى الكلمة الصحيح ولكن له خطرات في الحياة والاحياء 0
2 ـ مصدر فلسفته : مصدر فلسفته نفسه وتجاربه وإلهامه 0 هي فلسفة الأمل الطامح المؤمن بالقوة 0
3 ـ موضوعات فلسفته : صرف المتنبي همه إلى الإنسان في حياته واخلاقه وعواطفه وعلاقته بالجماعة التي يعيش فيها : فالحياة في نظره مسرح من مسارح تنازع البقاء وساحة حرب ودار فناء ، وهي مع ذلك محببة إلى كل إنسان 0 والموت أمر محتوم ينبغي استقباله من غير جزع 0
4 ـ قيمة فلسفته : ليست فلسفة المتنبي فلسفة حيرة ، وانما هي اعتماد شديد على الفكر الجازم ، وقد جمعت بين القوة والإيجاز والأحكام في التعبير 0
6 ـ المتنبي الشاعر القومي : كان المتنبي بدوي النزعة ، خالص العروبة ، يقدس القومية العربية ويؤثر الجنس العربي ، وقد ظهرت قوميته في نواحي كثيرة من شعره ، فحرض على خلع الكلمة وخلع النير الأجنبي 0 عندما شاهد ضآلة العرب وانحلال السلطان العباسي ، وكان أحسن شعره في تمجيد العرب ما قاله عند سيف الدولة0 وكانت طريقته في ذلك جديدة ، ينظر فيها إلى العروبة في مداها الرحب الشامل 0
7 ـ شاعرية المتنبي : كان المتنبي ذا عقل قوي زادته التجارب غنى فأتى بالعجيب من الأفكار وان لم تخل تلك الأفكار من شذوذ وتطرف أحياناً وكان أخيراً ذا عاطفة بعيدة الغور بالغة الشدة قد صفتها يد الألم فانفجرت متنوعة وبعيدة الأصداء 0
8 ـ فن المتنبي : فن المتنبي فن شخصي يصدر عن النفس ويصطبغ بألوانها ، ومن ثم كان متنوعاً فيه قوة وضخامة تتجليان في المعنى والمبنى 0
9 ـ شهرة المتنبي وخلوده : كانت شخصية المتنبي واوجه شعره المختلفة من أهم عوامل شهرته 0 وقد اتسعت الحركة المتنبئية اتساعاً عظيماً فشملت العهد العباسي وعهد الانحطاط وعهد النهضة ، وذلك في الشرق وفي الغرب 0
1 ــ أصله ونشأته ( 915 ـ 928 م / 303 ـ 316 هـ )
أبو الطيب أحمد بن الحسين المعروف بالمتنبي من أصل عربي جعفي ينتهي إلى كهلان من القحطانية 0
ولد في الكوفة سنة 915 من أسرة وضيعة في محله تدعى (( كندة )) فنسب إليها وكان أبوه سقاء في الكوفة يستقي على جمله لأهل محله كندة ويعرف القوم بعبدان السقاء ، والمرجح أن أمه ماتت وهو طفل ، فقامت له جدته مقام الأم 0
ونشأ الفتى في الكوفة ، أحد مواطن الحضارة العباسية وأهم مواطن للشيعة من قديم ، وما عتم أن أشتهر بقوة الذاكرة وشدة النباهة والذكاء ، والجد في النظر إلى الحياة والمقدرة على نظم الشعر 0
وفي سنة 925 م ( 312 هـ ) استولى القرامطة على الكوفة ، ففر الشاعر مع ذويه إلى السماوة الشرقية ومكث فيها سنتين اختلط خلالها بالبدو وحتى تمكن من ملكة اللغة العربية الأصيلة ، ثم عاد إلى الكوفة سنة 927 م ( 315 هـ
واتصل بأحد أعيانها أبي الفضل الكوفي 0
2 ـ طالب المجد والسيادة ( 928 ـ 937 م / 316 ـ 326 )
1 ـ بالشعر : ثم قدم بغداد مع أبيه في أواخر سنة 928 ، حيث مدح محمد بن عبدالله العلوي ، إلا أنه هجر عاصمة الخلافة بعد حين قاصداً الشام 0
2 ـ بالثورة : بلغ المتنبي اللاذقية في أواخر سنة 933 م / 321 هـ وفي نفسه غيظ واحتدام طاغيان ، فاتصل هناك ببعض أشخاص ينزعون إلى المذهب القرمطي وبث آراءه الثورية 0
واتسمت ثورته فيها بصبغة علوية فقبض عليه وآلي البلدة وسجنه حتى لا ينتشر أمره ، ثم أطلقه ومرة أخرى في السماوة اذ خرج إلى بني كلب وادعى أنه علوي فتبعه قوم من الأعراب 0
3 ـ عند أرباب بن عمار ( 939 ـ 941 م ـ 328 ـ 330 هـ ) : كان بدر عربياً يتولى الجيش في طبرية فلزمه المتنبي نحو سنتين وقد لقي فيه ضالته المنشودة من كرم ورجولة ومجد قومي 0 ولكن الحساد لم يدعوه يتمتع طويلاً بهذه الحظوة اذ اثاروا خلافاً بينه وبين بدر أدى إلى ابتعاد المتنبي ، وعاد الشاعر إلى تنقله وذلك من سنة 941 م إلى سنة 947 م وفي تلك الأثناء ورد عليه خبر بوفاة جدته فنظم فيها رثاءه المشهور الذي طواه على كل ما في نفسه من مرارة 0
4 ـ مقتله : ترك المتنبي شيراز وعاد إلى ارجان ، ووقف قليلاً في واسط بالعراق ، ثم نوى الوصول إلى بغداد ، فحذر كثيراً من اللصوص الذين يكمنون ي الطريق من واسط إلى بغداد إلى أنه لم يصغ إلى أحد وسار مع أبنه وبعض غلمانه فعرض له فاتك بن جهل الاسدي في رهط ، وكان الشاعر قد هجا أخته ، فقتل المتنبي وتناثر ديوانه الذي خطه بيده وذلك في شهر ايلول من سنة 965 م ( رمضان 354 هـ ) بعد حياة حافلة بالطموح والفشل 0
يتبع ..
تحديد المشكلة
الأهداف
أهم الأفكار والإجراءات والطرق والوسائل لتحقيق ألأهداف
م /ن
اسم لا النافية للجنس على ثلاثة أشكال
أ) غير مضاف : وهو يُبني على ما يُنصبُ به
مثل :
لا رجلَ في الدار : رجل اسم لا النافية للجنس مبني على الفتحة
لا رجلين في الدار : رجلين اسم لا النافية للجنس مبني على الياء
لا رجالَ في الدار : رجال اسم لا النافية للجنس مبني على الفتحة
لا معوقتين في الأسرةِ : معوقتين اسم لا النافية للجنس مبني على الياء لأنه مثنى
لا معوقين في الأسرةِ : معوقين اسم لا النافية للجنس مبني على الياء لأنه جمع مذكر سالم
لا معوقاتِ في الأسرة : معوقاتِ اسم لا النافية للجنس مبني على الكسرة
ب) الشكل الثاني أن يكون اسمها مضافاً ، فإذا كان كذلك فإنه يكون معربا منصوبا
مثل :
لا رجلَ سوءٍ محبوبٌ : رجل اسم لا النافية للجنس منصوب علامته الفتحة
لا رَجُلَيْ سوءٍ محبوبون : رجلي اسمها منصوب علامته الياء لانه مثنى
لا مُهْمِلَيْ واجبهم ناجحون : مهملي اسمها منصوب علامته الياء لانه جمع مذكر سالم
لا مهملاتِ واجِبِهِنَّ ناجحاتٌ : مهملات اسم لا النافية للجنس منصوب علامته الكسرة
ج) الشكل الثالث لاسم (لا) النافية للجنس هو الشبيه بالمضاف : وهو ما اتصل به شي
يتمم معناه ، وهو معرب .
مثل : لا سيئاً فعلُه حاضرٌ
لا : نافية للجنس حرف مبني على السكون
سيئا : اسم لا النافية للجنس منصوب علامته تنوين الفتح
فعل : فاعل للصفة المشبهة (سيئا) وهو مضاف
هـ : في محل جر بالإضافةح
حاضر : خبر لا النافية للجنس مرفوع
ومثل : لا مذموما خُلُقُهُ بيننا
مذموما : اسم لا منصوب علامته تنوين الفتح
يتبع ..
تعريف بديل
تعريف بديل ثاني
تعريف بديل ثالث
تعريف بديل رابع
فريضــة الحــج
قال الله تعالى: ( ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: أيها الناس قد فرض عليكم الحج فحجوا. فقال رجل كل عام يا رسول الله فسكت حتى قالها ثلاثاً. فقال لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم. ثم قال ذروني ما تركتكم فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم. فإذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم. وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه.
وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ملك زادا و راحلة تبلغه إلى بيت الله ولم يحج فلا عليه أن يموت يهودياً أو نصرانياً.
وعن أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من لم يمنعه الحج حاجة ظاهرة أي عجز أو سلطان جائر أو مرض حابس فمات ولم يحج فليمت إن شاء يهودياً وإن شاء نصرانياً.
وعن ابن عباس رضي الله عنه و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال من أراد الحج فليعجل فإنه لا يدري بالعافية.
وعن سعيد بن جبير رحمه الله قال: لو كان لي جار موسر ثم مات ولم يحج لم أصل عليه.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب و الفضة. وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الحجاج والعمار وقد الله إن دعوه أجابهم وإن استغفروه غفر لهم.
وعن أبي ذر رضي الله عنه أ، النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن داود عليه السلام قال يارب ما لعبادك إذا هم زاروك في بيتك قال لكل زائر حق على المزور حقا يادواد إن لهم علي أ، أعافيهم في الدنيا وأغفر لهم إذا لقيتهم.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من خرج حاجاً أو معتمراً أو غازياً ثم مات في طريقة قبل أن يحج كتب الله له أجر الغازي والحاج والمعتمر.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من خرج لهذا الوجه لحج أو عمرة فمات فيه لم يعرض – أي لم يحاسب يوم القيامة – وقيل له ادخل الجنة.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي العمل أفضل قال : إيمان بالله ورسوله قيل ثم ماذا قال الجهاد في سبيل الله قيل ثم ماذا ؟ قال حج مبرور.
وعن علي ابن أبي طالب رضي الله عنه قال جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال إني جبان وإني ضعيف فقال هلم إلى جهاد لا شوكة فيه الحج.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت يارسول الله هل على النساء من جهاد؟ قال عليهن جهاد لا قتال فيه . الحج والعمرة.
وعن أنس قال : كنت جالساً مع النبي صلى الله عليه وسلم في مسجد منى فأتاه رجل من الأنصار و رجل من ثقيف فسلما ثم قالا يارسول الله جئنا نسألك فقال: إن شئتما أخبرتكما بما جئتما تسألاني عنه فعلت. وإن شئتما أن أمسك و تسألاني فعلت فقالا فأخبرنا يا رسول الله. فقال الثقفي للأنصاري سل فقال: أخبرني يا رسول الله . فقال جئتني تسألني عن مخرجك تؤم البيت الحرام ومالك فيه. وعن ركعتيك بعد الطواف وما لك فيها وعن طوافك بين الصفا والمروة ومالك فيه. وعن وقوفك عشية عرفه ومالك فيه. وعن رميك الجمار ومالك فيه وعن نحرك ومالك فيه مع الإفاضة . فقال والذي بعثك بالحق لعن هذا جئت أسألك قال: فإنك إذا خرجت من بيتك تؤم البيت الحرام لا تضع ناقتك خفاً ولا ترفعه إلا كتب الله لك به حسنة ومحى عنك خطيئة. و أما ركعتاك بعد الطواف كعتق رقبة من بني إسماعيل. وأما وقوفك عشية عرفة فإن الله يهبط إلى سماء الدنيا فيباهي بكم الملائكة يقول عبادي جاءوني شعثاً من كل فج عميق يرجون رحمتي فلو كانت ذنوبكم كعدد الرمل أو كقطر المطر أو كزبد البحر لغفرتها. أفيضوا عبادي مغفوراًُ لكم ولمن شفعتم له. وأما رميك الجمار فمذخور لك عند ربك. وأما حلاقك رأسك فلك لكل شعرة حسنة. وتمحى عنك خطيئة وأما طوافك بالبيت بعد ذلك فإنك تطوف ولا ذنب لك يأتي ملك حتى يضع يديه بين كتفيك فيقول اعمل فيما يستقبل فقد غفر لك ما مضى.
أداب الحــج
للحج آداباً ينبغي لقاصده أن يعمل بها ليقع حجه على الوجه الأكمل .. منها :
& إخلاص النية لله عزوجل وقصد أداء ركن الإسلام لا لحب الثناء من الناس.
& التوبة: التوبة من الذنوب ورد حقوق الناس وأماناتهم
& الزاد الحلال . فعليه مدار قبول الحج
& أن يكون الحاج طيب النفس
& وعلى قاصد الحج اجتناب الرفث والفسوق والجدال.
& التواضع فلا يتعاظم على رفقائه أو غيرهم
& الاكثار من الطواف بالبيت كلما امكن والاكثار من استلام الحجر الاسود وتقبيله
& الاكثار من شرب ماء زمزم رجاء بركته والتصلع منه بنية الاستشفاء من الاسقام
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إذا خرج الرجل حاجاً بنفقة طيبة ناداه مناد من السماء. لبيك وسعديك زادك حلال وراحلتك حلال و حجك مبرور غير مأزور وإذا خرج الرجل بالنفقة الخبيثة فوضع رجله في الغرز فنادى لبيك ناداه مناد من السماء لا لبيك ولا سعديك وزادك حرام ونفقتك حرام وحجك غير مبرور.
قال أهل العلم: من حج من مال حرام يصح حجه ويسقط عنه فرض الإسلام ولكن ليس له ثواب الحج المبرور . أما من عجز عن الحج لمرض لا يرجى زواله وكان يملك أجرة لمن يحج عنه فقال أبو حنيفة ومالك والشافعي رحمهم الله يلزمه بذل الأجرة لمن يحج عنه. وقال الامام احمد لا يلزمه شيء. وإذا مات المستطيع ولم يحج فالشافعي وأحمد يريان يخرج من تركته من يحج عنه وهذه الأجرة كالدين على الميت. وقال ابو حنيفة ومالك إن أوصى بحجة يلزم أن يحج عنه بأجرة من ثلث ماله. .
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: النفقة في الحج كالنفقة في سبيل الله الدرهم بسبعمائه.
قال تعالى ( الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)
الرفث: هو التكلم بما يستقبح التصريح به بما يكون بين الرجل والمرأة.
الفسوق : المعصية.
الجدال: النزاع والمخاصمة.
فعلى الحاج أن يعامل أًصحابه وغيرهم بحسن الخلق وسعة البال فإن حسن الخلق مطلوب من المسلم على الدوام و خصوصا في مواسم العبادة كرمضان وسفر الحج.وليحذر قاصد الحج من الوقوع بشئ من المعاصي وخصوصاً ظلم الناس بالسب والضرب عند الزحام على المنازل والموارد. ومن المهم أن يعرف أحكام السفر من الطهارة والتيمم ومواقيت الصلاة والقصر والجمع ومعرفة القبلة او ان يصحب إنسانا عارفا بهذه الامور وليحذر من تضيع الصلاة الخمس .
عن زيد ابن خالد الجهني رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: جائني جبريل فقال: مر أصحابك فليرفعوا أصواتهم بالتلبية فإنها من شعائر الحج.
موقف عرفة من أعظم المواقف الإسلامية ومن أرجى اوقات إجابة الدعاء واقربها الى القبول وذلك لكثرة من يحضر هناك من الملائكة ومن الاولياء الصالحين وهو اليوم المشهود الذي سماه الله تعالى.
روى البيهقي عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إذا كان يوم عرفة فإن الله تبارك وتعالى يباهي بهم الملائكة فيقول: انظروا إلى عبادي أتوني شعثاً غبراً ضاحين من كل فج عميق أشهدكم أني قد غفرت لهم.
وقال رسو الله صلى الله عليه وسلم: ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبداً من النار من يوم عرفة وإنه ليدنوا ثم يباهي بهم الملائكة فيقول: ما أراد هؤلاء؟
وروى الإمام مالك عن طلحة بن عبدالله بن كريز رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ما رؤي الشيطان أصغر ولا أدحر ولا أحقر ولا أغيظ منه في يوم عرفة وما ذلك إلا مما يرى من تنزل الرحمة وتجاوز الله عن الذنوب العظام إلا ما رأى يوم بدر رأى جبريل يزع الملائكة.
وروى الخطيب عن أنس قال: قال رسول الله صلى عليه وسلم : إن الله عزوجل تطول على أهل عرفات فباهى بهم الملائكة فقال: انظروا يا ملائكتي إلى عبادي شعثاً غبراً أقبلوا يضربون إلى من كل فج عميق. أشهدكم أني قد أجبت دعوتهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنهم وأعطيت محسنهم جميع ما سألني غير التبعات التي بينهم حتى أفاض القوم من عرفات أتوا جميعا فوقفوا قال: انظروا يا ملائكتي إلى عبادي عاودوني في المسألة أشهدكم أني قد أجبت دعوتهم وشفعت رغبتهم ووهبت مسيئهم لمحسنم واعطيت محسنهم جميع ما سأل وتحملت عنهم التبعات التي بينهم
وروة الترمذي عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
م/ن
إِذا اقتصر أَثر الفعل على فاعله مثل: نام الطفل، ونزل الراكب ومشى الأَمير فالفعل لازم.
أَما إِذا جاوز أَثره الفاعل إِلى مفعول واحد أَو أَكثر كان فعلاً متعدياً مثل: أَكلت رغيفاً واشترى أَخوك كتاباً، وأَعطيت المجدَّ جائزة وأَعلم القائد جندَه المعركةَ قريبة.
والأَفعال المتعدية ثلاثة:
1- ما يتعدى إلى مفعول واحد: وهو كثير جداً مثل أَكل وشرب واشترى وقرأَ وعرف ولبس.. إلخ.
2- ما يتعدى إلى مفعولين وهو زمرتان:
الأَولى أَصل مفعوليها مبتدأ وخبر بحيث يصح تكوين جملة مفيدة منهما مثل ظننت الأَمير مسافراً، وتصنف بحسب معانيها صنفين:
1- أَفعال القلوب وتشمل أَفعال اليقين والرجحان، فأَفعال اليقين ستة:
رأَى، علم، درى، وجد، أَلفى، تعلَّمْ، تقول رأَيت النصحَ مربحاً، علمت السفرَ بعيداً، تعلَّمْ أَباك غاضباً وأَفعال الرجحان: ظن، خال، حسب، زعم، جعل ((بمعنى ظنَّ))، عدَّ، حجا، هبْ. تقول: أَحسِبُ الكتابَ كبيراً، هبْ أَجيرك غائباً فماذا تصنع؟
وقد ترد ((ظن وقال وحسب)) أحياناً بمعنى اليقين.
2- وأَفعال التحويل وهي سبعة: صيَّر، ردَّ، ترك، تَخِذَ، اتخذ جعل، وهب. وشرط نصبها مفعولين أَن تكون بمعنى (صيَّر) مثل: رددْت الطينَ إِبريقاً، جعلت الشمع تمثالاً وهبك الله نافعاً = صيَّرك
فإن خرجت عن هذا المعنى لم تعمل عمل صيّر. والعبرة دائماً في المعنى الذي يؤديه الفعل، والعمل تبع لذلك، فقولك تركت الحضورَ، لا ينصب إلا مفعولاً واحداً، على حين (قلت له قولاً تركه متحيراً) ترك نصبت مفعولين: فلينتبه إلى الأفعال ذات المعاني المتعددة.
والثانية ما تنصب مفعولين ليس أصلهما مبتدأً وخبراً، ولا يصلحان لتكوين جملة، وهي أَفعال كثيرة مثل: أَعطى، أَلبس، سأَل، علَّم، فهَّم، كسا، منح، منع..
تقول أَعطيت الفقير مالاً، كسوت ولدي حُلةً، علَّمتك مسأَلتين، منعتُ الجارَ الانتقال
والمفعول الأول منهما هو فاعل في المعنى: فالفقير هو الآخذ، والولد هو المكتسي، وأنت المتعلم مسألتين، والجار هو المتنقل.
3- ما يتعدى إلى ثلاث مفعولات: وهو هذه الأَفعال السبعة وما تصرَّف منها: أَرى، أَعلم، أَنبأَ، نبَّأَ، أَخبر، خبَّر، حدّث. تقول: أَرى المعلَّمُ تلميذَه الحلَّ سهلاً، الوالدُ يُري ولدَه عاقبةَ التقصير وخيمةً.
والمفعول الثاني والثالث تتأَلف منهما جملة مفيدة فتقول: الحلُّ سهلٌ، عاقبةُ التقصير وخيمة،
وتقوم جملة (أَنَّ) مقام المفعولين في أَفعال القلوب والتحويل ومقام الثاني والثالث فيما ينصب ثلاثة مفعولات: علمت أَن السفر بعيد، أَرى المعلمُ تلميذَه أَن الحل سهل.
* * *
لزوم الفعل وتعديته سماعيان، لكن التقصي أَرشد إلى أَحوال يطرد فيها لزوم الفعل، وأَحوال يطرد فيها تعديته:
أَ- يكون الفعل لازماً في الأَفعال التالية:
1- إذا كان من الباب الخامس (ضم ضم) وهو الباب الذي ينتظم أَفعال الغرائز والسجايا، وما حوِّل إِليه بقصد المدح والذم: شجُع أَخوك وقصُرت قامته، ونُبل خلقُه، صدُق جارك (صار الصدق طبيعة فيه).
2- إذا كان من الباب الرابع (كسر فتح) ودلَّ على فرح أو حزن، أَو خلو أو امتلاء (شبع، عطش)، أَو عيب أَو حِلْيَة (غيِد الجيد، وعمشت العين) أَو لون (خضِر الشجر).
3- إِذا كان على وزن انفعل: انسحب، أَو افعلَّ: ازرقَّ واربدَّ أَو افعالّ: ازراقَّ واربادّ، أَو افعللَّ: اطمأَن، أَو افعنلل: احرنجم.
4- إِذا كان مطاوعاً للفعل المتعدي لمفعول واحد: مزَّقت الصحيفة فتمزقت، ودحرجت الحجر فتدحرج
ب- واللازم يصبح متعدياً في الأحوال التالية:
1- أن تدخله همزة التعدية، أَخرجت المختبئ.
2- أَن يضعف ثانيه: نزَّلْت البضاعةَ.
3- أَن تزاد بعد أَوله أَلف المفاعلة: جالست أَخاك وخاطبته.
4- أَن يزاد في أَوله الأَلف والسين والتاء الدالة على الطلب أَو النسبة مثل: استنزلت الخصم واستحسنت الطاعة.
5- أَو سقط معه الجار، وهو سماعي مثل {وَإِذا كالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ} بمعنى: كالوا لهم أَو وزنوا لهم.
وقياسيّ قبل (أَن) و(أنَّ) إذ تؤول جملتها بمصدر مثل: أَشهد أَنك منصف، الأَصل بأَنك، والتأْويل: أَشهد بإِنصافك: أَشهد إنصافَك، عَجبتُ أَن رضيت بسهولة، الأَصل عجبت من أَنك، والتأْويل عجبت من رضائك: عجبت رضاءَك.
وهذا ما يعبرون عنه بـ(النصب بنزع الخافض)
شرط هذا الحذف القياسي ألا يوقع في لبس، فالفعل رغب يتعدى بحرفي جر، بـ(عن) في حالة السلب فتقول أرغب عن السفر اليوم أي لا أريد، وبالحرف (في) في حالة الإيجاب فتقول أرغب في السفر، فإذا أسقطنا الجار فقلنا (أرغب السفر) لم يُعرف هل أنا راغب فيه أو راغب عنه، فيجب التصريح به إلا إذا قام في الكلام قرينة دالة على المحذوف مثل أحبك ولذا أرغب أن أصاحبَك.
الشواهد:
1- {زَعَمَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ لَنْ يُبْعَثُوا قُلْ بَلَى وَرَبِّي لَتُبْعَثُنَّ ثُمَّ لَتُنَبَّؤُنَّ بِما عَمِلْتُمْ وَذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}
[التغابن: 64/7]
بمقدار سَمَدْن له سمودا 2- رمى الحدثان نسوة آل حرب
وردّ خدودهن البيض سودا فردّ شعورهن السود بيضاً
الكميت الأسدي
حتى أَلَمَّتْ بنا يوماً ملمات 3- قد كنت أُحجو أَبا عمرو أَخا ثقة
تميم بن أبي مقبل
4- {وَتَرَكْنا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْناهُمْ جَمْعاً}
[الكهف: 18/99]
5- {نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَأَنْزَلَ التَّوْراةَ وَالإِنْجِيلَ}
[آل عمران: 3/3]
أَخا القوم واستغنى عن المسح شاربه 6- وربَّيْتُه حتى إذا ما تركته
لوى يدَه اللهُ الذي هو غالبُهْ تعمدّ حقي ظالماً ولوى يدي
فقد تركتك ذا مال وذا نشب 7- أَمرتك الخير فافعل ما أُمرت به
عمرو بن معد يكرب
8- {أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ}
[الأعراف: 7/63]
يزيد أَميرها وأَبو يزيد 9- فهبْها أَمةً هلكت ضياعاً
عقبة الأسدي
ومنذا الذي يا عز لا يتغيرُ 10- وقد زعمت أَني تغيرت بعدها
كُثَيّر
وإلا تضيعْها فإِنك قاتلهْ 11- فقلت: تعلمْ أن للصيدِ غِرة
زهير
12- {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمالاً، الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً}
[الكهف: 18/103-104]
13- {وَجَعَلُوا الْمَلائِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبادُ الرَّحْمَنِ إِناثاً أَشَهِدُوا خَلْقَهُمْ سَتُكْتَبُ شَهادَتُهُمْ وَيُسْأَلُونَ}
[الزخرف: 43/19]
ولا موجعاتِ القلب حتى تولتِ 14- وما كنتُ أَدري قبلَ عزة: ما البكا
كثير
إنما الشيخ من يدِبُّ دبيبا 15- زعمتني شيخاً ولست بشيخ
أوس الحنفي
16- {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمالَهُمْ حَسَراتٍ عَلَيْهِمْ وَما هُمْ بِخارِجِينَ مِنَ النّارِ}
[البقرة: 2/167]
يُهدي إليَّ غرائِبَ الأَشعار 17- نُبِّئْتُ زُرْعةَ – والسفاهة كاسمها –
ولا قرار على زأْر من الأَسد 18- نُبِّئْتُ أَن أَبا قابوس أَوعدني
م/ن
البحتري (821م -898 )
أبو عبادة الوليد بن عبيد البحتري الطائي، عربي من قبيلة طيء، ولد في "منبج" قرب حلب عام 206 هـ. ونشأ نشأة عربية خالصة؛ فقد كانت عشيرته "بحتر" تعيش بين البداوة والحضارة، ثم ذهب إلى حلب، وتنقل بين مدن الشام وقراه يمدح العامة والأمراء الصغار تكسباً بشعره. وفي حمص التقى بأبي تمام، وكان لقاؤه به نقطة تحول في حياته، إذ أولاه أبو تمام رعايته وعنايته لما لمس فيه من شاعرية، ولأنه ينتمي إلى طيء قبيلة أبى تمام، ولذلك قال له أبو تمام: أنت والله يا بنيّ أمير الشعراء من بعدي. وقدم له نصيحة أدبية مهمة أفادته في نظم الشعر وتجويده، حيث قال له: (يا أبا عبادة، تخير الأوقات وأنت قليل الهموم صِفْرٌ من الغموم، واعلم أن العادة في الأوقات أن يقصد الإنسان لتأليف شيء أو حفظه في وقت السحر، وذلك أن النفس قد أخذت حظها من الراحة وقسطها من النوم، فإذا أردت النسيب فاجعل اللفظ رقيقاً والمعنى رشيقاً، وأكثر فيه من بيان الصبابة وتوجع الكآبة وقلق الأشواق ولوعة الفراق.. وإياك أن تشين شعرك بالألفاظ الزرية، وكن كأنك خياط يقطع الثياب على مقادير الأجساد، وإذا عارضك الضجر فأرح نفسك ولا تعمل إلا وأنت فارغ القلب، واجعل شهوتك إلى قول الشعر الذريعة إلى حسن نظمه …)
وقد ظل البحتري وفياً لأستاذه أبي تمام رغم ما قيل عنه من التقلب وعدم الوفاء، حتى إنه رد على من قال له: أنت أشعر من أبي تمام بقوله: ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام، واللهّ ما أكلت الخبز إلا به، ولوددت أن الأمر كما قالوا، ولكني والله تابع له آخذ منه، لائذ به، نسيمي يركد عند هوائه، وأرضي تنخفض عند سمائه.
وبعد أن أصبح له شهرة في سماء الشعر اتصل بالخليفة العباسي المتوكل ووزيره الفتح بن خاقان ولازمهما حتى قتلا معاً في سامراء عام 247 هـ وهو حاضر في المجلس، فهرب وزار المدائن. ونظم سينيته المشهورة في إيوان كسرى. وبعد ذلك ظل يمدح الخلفاء والوزراء والقادة، ويأخذ منهم الجوائز والصلات حتى جمع ثروة طائلة، وفي آخر أيامه عاد إلى قريته "منبج"، وأقام بها إلى أن توفي عام 284هـ.
حفظ البحتري لأبي تمام حق الأستاذية ونصيحة الأيام الأولى وهو يخطو على درب الشعر أولى خطواته فلما قال بعضهم للبحتري إن الناس يزعمون أنك أشعر من أبي تمام فقال و الله ما ينفعني هذا القول و لا يضر أبا تمام والله ما أكلت الخبز إلا به و لوددت أن الأمر كما قالوا ولكني والله تابع له آخذ منه لا يؤذيه نسيمي يركد عن هوائه أرضي تنخفض عند سمائه ، كانت فنونه الشعرية متأثرة بهذه الكلمات الأولى لأبي تمام فجاء شعر البحتري سهلاً رشيق العبارة واضح الصورة قوي النسيج فصيحاً مطرباً عذباً فكان فريداً بين شعراء عصره.
من أشعاره:
قصيدته في علوة الحلبية:
خيال يعتريني في المنام …… لسكرَى اللحظِ فاتنةِ القوامِ
لعلوةَ إنها شجن لنفسي …… وبالبال لقلبي المستهام
سلام الله كلَّ صباح يومٍ …… عليك ومن يبلّغ لي سلامي
لقد غادرت في قلبي سقاماً …… بما في مقلتيك من السهامِ
أأتخذ العراقَ هوىً وداراً ….. ومن أهواه في أرضِ الشآم
و من قصيدة ( أغيب عنكَ ) كانت هذه الأبيات:
أغيبُ عنكَ بودٍّ لا يغيّرهُ …… نأي المحل و لا صرفٌ من الزمن
فإن أعِش فلعل الدهر يجمعنا …… و إن أمت فبطول الشوق و الحَزَنِ
تعتلُّ بالشغل عنّا ما تُلمُّ بنا …… الشغل للقلب ليس الشغل للبدن
قد حسن الله في عيني ما صنعت …… حتى أرى حسنا ماليس بالحسن ِ
وهذا تقرير كامل عن البحتري
حياة الشاعر:
البحتري (821-898): أحد أشهر الشعراء العرب في العصر العباسي. هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن يحيى. ولد في منبج إلى الشمال الشرقي من حلب. ظهرت موهبته الشعرية منذ صغره. انتقل إلى حمص ليعرض شعره على أبي تمام، الذي وجهه وأرشده إلى ما يجب أن يتبعه في شعره. انتقل إلى بغداد عاصمة الدولة فكان شاعراً في بلاط الخلفاء: المتوكل والمنتصر والمستعين والمعتز بن المتوكل، كما كانت له صلات وثيقة مع وزراء في الدولة العباسية وغيرهم من الولاة والأمراء وقادة الجيوش. بقي على صلة وثيقة بمنبج وظل يزورها حتى وفاته. خلف ديواناً ضخماً، أكثر ما فيه في المديح وأقله في الرثاء والهجاء. وله أيضاً قصائد في الفخر والعتاب والاعتذار والحكمة والوصف والغزل. كان مصوراً بارعاً، ومن أشهر قصائده تلك التي يصف فيها إيوان كسرى والربيع.
الوليد بن عبيد بن يحيى البحتري. كنيته ابو عبادة، وهو يمني قحطاني من ناحية أبية، عدناني من ناحية أمة، ولد في منبج – قرب حلب – ودرس فيها علوم الدين واللغة والأدب. ولما أنس من موهبته الشعرية تفتحاً رعاها بحفظ اشعار الاقدمين والتدرب على النظم.
هو أبو عبادة الوليد بن عبيد بن شملال بن جابر ،وقد لقب بالبحتري نسبة إلى أحد أجداده وهو بحتر بن عتود.
ولد سنة 200 وقيل سنة 2022 ب"منبج" وهي بلدة بالشام بين حلب والفرات ونشا بها نشأة عربية خالصة وبدا ينظم الشعر صغيرا ،واحب البحتري علوة الحلبية وشبب بها في كثير من قصائده ، لكنه لم يشتهر إلا بعد اتصاله بابي تمام الطائي.
ولما استوثق من قوة شاعريته يمم شطر بغداد عاصمة الخلافة الإسلامية آنذاك، ومدح ابن الزيات وزير الخليفة الواثق ،ولم يتصل بالخليفة الواثق أو يمدحه بل مدح ابنه المتوكل حين اصبح خليفة من بعده وبن خاقان، وقدم في مدحهما أجود شعره واحسن قصائده .أجاد البحتري في اكثر أنواع الشعر وان امتاز بالوصف ، لكنه قصر في الهجاء .
ومن مميزات شعره حسن الديباجة وقرب معانيه من النفس وسهولة الألفاظ وعدم التكلف .
قيل للبحتري :ايما اشعر أنت ام أبو تمام ؟ فقال :"جيده خير من جيّدي وسيئي خير من سيئه"
فائدة الموضوع: معرفة معلومات اضافية عن حياة الشاعر .
اثر الموضوع على النفس: اخذ العبرة من حياة الشاعر وذلك لما عرفته بانه كان فقير واصبح ثري بعد هذا النضال والكفاح.
الصعوبات: لقد واجهت صعوبات في الحصول على معلومات عن حياة الشاعر في طفولته.
تقسيم الموضوع: تم تقسيم الموضوع على هيئة ابواب وذلك ابتداءاً من المقدمة فالعرض ثم الخاتمة والمراجع، والهامش واخيراً الفهرست.
حياته الشعرية:
لما اراد صقل موهبته الشعرية وتهذيبها، رحل الى حمص، حيث كان ابو تمام، فعرض عليه شعره، واتصل به يتعلم منه. وكان أول ما قال له ابو تمام ((يا أبا عبادة، تخير الأوقات، وانت قليل الهموم، صفر من الغموم….. فاذا اردت النسب فاجعل اللفظ رقيقاً، والمعنى رشيقاً، واكثر فيه من بيان الصبابة، وتوجع الكآبة، وخلق الاشواق، ولوعة الفراق، واذا اخذت في مدح سيد ذي ايادٍ، فاشهر مناقبه، واظهر مناسبه، واجعل شهوتك لقول الشعر الذريعة الى حُسن نظمة. فان الشهوة نعم المعين، وجملة الحال ان تعتبر شعرك بما سلف من شعر الماضين، فما استحسنه العلماء فاقصده، وما تركوه فاجتنبه)).
أدبه:
للبحتري " كتاب الحماسة" وديوان شعر كبير فيه مدح ورثاء وفخر وعتاب ، وخير ما فيه الوصف .كان مدحه وسيلة تكسُب وأسلوبه فيه تقليدياً ، وقد امتاز بالصفاء والتلقائية والعذوبة والائتلاف بين الطبيعة والصنعة .
شاعر الوصف :
كان البحتري في وصفه شاعر الخيال الخصب ، والصفاء والجلال أما موضوعات وصفه فمرجعها إلى الطبيعة والعمران ، وأما أسلوبه في وصفه فيختلف بين البداوة والحضارة ، وقد استمد البحتري من الحضارة بعض الترابط الفكري ، والتصويري ، وحسن التأليف بيم أركان التشبيه واستمد من البداوة ماديتها المسيطرة ، ونقلها الصادق ، وتجسيدها التضخيمي ، ولم يغرق في التعقيد والزخرفة البديعية . وصف البحتري من مشاهد الربيع ، والمطر والأزهار والذئب والأسد والفرس أما الربيع فقد جعله مهرجان الوجود وشخَص كل ما فيه وابرز فيه يقظة الطبيعة ووصف البحتري من العمران بركة المتوكل وإيوان كسرى . البحتري شاعر البداوة والحضارة ورجل النقل والتأمل ، ورجل البناء الوصفي الفني والصناعة البديعية الجميلة وشاعر الغنة الساحرة .
صفات وأخلاق البحتري:
كان البحتري على أدبه وفضله ورقته من أوسخ خلق الله ثوباً وابخلهم على نفسه وغيره . وكان كما يروى عنه بعض خصومة من أبغض الناس إنشاداً : يتشادق ويتزاور في مشيته جانباً أو القهقرى ، ويهز رأسه مرة ومنكبيه أخرى ، ويشير بكمه عند كل بيت ويقول : أحسنت والله ! ثم يقبل على المستمعين قائلاً : مالكم لا تقولون أحسنت ؟ هذا والله ما لا يحسن أحد أن يقول مثله . ولكنه كان منصفاً يعترف بالفضل لأهله ولا يدعي ما ليس له . قال بعض الناس وقد سمع شعره : أنت أشعر من أبي تمام . فقال : ما ينفعني هذا القول ولا يضر أبا تمام . والله ما أكلت الخبز إلا به ، ولوددت أن الأمر كما قالوا ، ولكني والله تابعٌ له ، آخذ منه ، لائذٌ به ، نسيمي يركد عند هوائه ، وأرضي تنخفض عند سمائه ! …
شـــــــــعره:
ترسم البحتري خطو أبي تمام في الشعر ومضى على أثره في البديع ، إلا أنه أجاد في سبك اللفظ على المعنى " وأراد أن يشعر فغنى " كما قال فيه ابن الأثير واستمد معاينة من وحي الخيال وجمال الطبيعة لا من قضايا العلم والمنطق ، فأعاد للشعر ما ذهب من بهجته وروعته ، وإلى ذلك أشار المتنبي بقوله : { أنا وأبو تمام حكيمان ، والشاعر البحتري } ، ثم صارت له طريقة خاصة في الجزالة والعذوبة والفصاحة امتاز بها من أستاذه ومدربه ، ونهجها معاصروه ومن جاء بعدهم من الشعراء . وعرفت بطريقة أهل الشام . وقد تصرف أبو عبادة في فنون الشعر إلا في الهجاء ، فإن بضاعته فيه نزره وجيده منه قليل . ويقال إنه أحرق هذا النوع قبل موته وهو الأرجح . ولم يسلم شعره من الساقط الغث لكثرته ، وإنما يمتاز بالإجادة في المدح والقصد فيه ، والقدرة على تصوير أخلاق الممدوح ، والإبداع في وصف القصور الفخمة والأبنية العجيبة ، كوصف إيوان كسرى ، وبركة المتوكل ، وقصر المعتز بالله . وقصائده تكاد لا تخلو من افتتاح بالغزل . وقد جمع شعره أبو بكر الصولي ورتبه على الحروف . وله غيره كتاب معاني الشعر وحماسة البحتري . وهي كحماسة أبي تمام ، إلا أنها تمتاز بكثرة أبوابها وخلوها مما تنبو الأسماع عنه ؛ وطبعت في بيروت .
رحل البحتري بعدها الى بغداد وسر من رأى، يتصل بالوزراء وكبار الرجال. ومن الشعراء الذين اتصل بهم وعاصروه غير ابي تمام: دعبل الخزاعي، وابن الرومي، وعلي بن الجهم، وابن المعتز، وابن الزيات، وابن طاهر.
نشأ البحتري فقيراً وانتهى غنياً، لأنه كلن يسعى مثل شعراء عصره الى الاكتساب من مدح الخلفاء والوزراء والكتاب والقوّاد. وقد سعى البحتري جهده في ذلك، فاكثر من شعر المديح يفتتحه بالغزل ويضمنه بالحكمة، والعاطفة، والفخر والوصف وتسجيل حوادث العصر.
اتصل البحتري بالخليفة المتوكل، وصار شاءه يرافقه ويؤانسه ويسجل مآثره زهاء خمسة عشر عاماً، مما قال في مدحه:
يا ابن عم النبي حقاً، ويا ازكى قريش: نفساً، وديناً، وعرضا
بنت بالفضل والعلّو فاصبحت سماء، واصبح الناس ارضــا
وارى المجدبين عارفة منك ترجى، وعزمةٍ منك تُمضـــى
وحين ولى المتوكل اولاده الثلاثة ولاية العهد قال البحتري:
حاط الرعية حين ناط امورهــا بثلاثة بكروا ولاة عهـــود
كانوا أحق بعقد بيعتها ضحـــا وبنظـم لؤلؤ تاجها المعقـود
ويقول في وصف بركة قصر الجعفري الذي بناه المتوكل احلى قصائده في الوصف:
يا من رأى البركة الحسناء رؤيتهـــــــــــا
والآنسات اذا لاحت مغانيهــــــــــــــا
كأن جنّ سليمــــــــان الذين ولــــــوا
ابدعهــــا فـــــــادقوا في معانيهــــا
تنصبّ فيها وفود المـــــــاء معجلـــــة
كالخيل جــــــــارية من حبل مجريهــــا
واتصل البحتري بمستشار المتوكل ونديمه الفتح بن خاقان فمدحه، ومن ذلك وصفه لمبارزة ابن خاقان اللأسد:
هزبر مشى يبغي هزبراً، وأغلبٌ
من القوم يغشى باسل الوجه أغلباً
وحين قتل المتوكل في مجلس كان يحضره، اعتزل فترة متألماً، ثم دفعته الحاجة الى مدح المنتصر بعده ثم المستعين، دون ان تكون صلته بهما قوية، فقال يمدح المنتصر:
وبحـــر يمــدّ الراغبون عيونهــــــم
الى ظــــــاهر المعـــروف فيهم جزيلة
تـــــرى الأرض تسقى غيثها بمــــروه
عليهـــــــــا وتكسي نبتها بنذولــــه
وقد هجا المستعين بعدما آلت الخلافة الى المعتز، ومن المعتز نال جاهاً ومالاً كثيراً. وفي آخر ايامه عاد الى منبج، ومات فيها.
طرق البحتري، فضلاص عن المدح، باب الرثاء والغزل والحكمة، لكنه اجاد في الوصف، فهو قدير على تصوير ما يرى، يصف لك احساسه ويشرك في ذلك عينيه وقلبه. فيقول في وصف الطبيعة:
سرى البــــــــرق يلمــــــع في مزنةٍ
تمــــــــدّ الى الأرض أشطانهـــــــا
فكــــــــم بالجزيرة في روضـــــــةٍ
تضـــــــاحك دجلة ثغبانهــــــــــا
تـــــــريك اليواقيت منثـــــــــورةً
وقد جلّل النـــــــّورُ ظهرانهـــــــــا
هذي الرياض بدا لطـــرفك نورهـــــــــا
فــــــأرتك احسن مـــن ربـــاط السندس
ينشرن وشياً، مــــذهباً، ومـــــديحـــــاً
ومطـــــارفـــــاً نسجت لغيــــر الملبس
وقال في وصف الربيع احلى الصور:
اتاك الربيع الطلق يختال ضاحكــــاً
من الحسن حتى كــاد ان يتكلمــــا
وقد نّبه النيروز في غسق الدجــــى
اوائل وردٍ كن بالأمس نومــــــا
يفتقها برد الندى، فكأنــــــــه
يبث حديثاً كان من قبل مكتمــــاً
وصف إيوان كسرى:
لقد وصف البحتري إيوان كسرى في المدائن . وكانت المدائن عاصمة الأكاسرة قرب بغداد قصدها الشاعر في يأسٍ وكآبةٍ شديدة ، ووقف في طلولها متأملاً ، وراح يبثها أشجانه معبراً عما آلت إليه بعد عز طبق الآفاق ، ومجدٍ حسدتها عليه الدهور فعملت على هدمه وجعلته عبره لمن اعتبر .
المدائن : جمع مدينة ، اسم لمجموعة من المدن أنشأها الغزاة والملوك عصراً بعد عصر ، في بقعة جميلة قريبة من دجلة . وقيل أن الاسكندر بنى هنالك مدينة وسورها ، ثم بنى أنوشروان بن قياذ المدائن وأقام بها هو ومن بعده من ملوك بني ساسان إلى أيام عمر بن الخطاب ، وكان كل واحد منهم إذا ملك بنى لنفسه مدينة إلى جنب التي قلبها وسماها باسم ، وكان فتح المدائن كلها على يد سعد بن أبي وقاص . وقيل إنها كانت بعاً بين كل مدينة إلى الأخرى مسافة قريبة أو بعيدة ، فلما ملك العرب ديار الفرس واختطت الكوفة والبصرة انتقل إليهما الناس عن المدائن وسائر مدن العراق ، ثم اختط الحجاج واسطاً فصارت دار الإمارة ، فلما زال ملك بني أمية اختط المنصور بغداد فانتقل إليها الناس ، ثم اختط المعتصم سامراً فأقام الخلفاء بها مدة ، ثم رجعوا إلى بغداد . والمدائن اليوم بلدة صغيرة بينها وبين بغداد نحو أربعين كيلومتراً ، وفيها بقايا الإيوان المشهور .
الإيوان : في المدائن من بناء كسرى أبرويز ولم يبق منه إلا الطاق ، وهو مبني بآجر طول كل آجرةٍ نحو ذراع في عرض أقل م شبر ، قيل إن أبا جعفر المنصور هو الذي أمر بتخريبه عندما أراد بناء بغداد . والطاق عظيم في ضخامته ، ولا يزال إلى اليوم مشمخراً في عزلته وانفراده ، يروى للأجيال المتعاقبة خبر الممالك والدول ، وحكاية الحياة التي تكتنفها عوامل الزوال .
وكثيراً ما تردد الناس إليه ، وكثيراً ما وقف الشعراء عنده متأملين ، وخطواً على جدرانه آيات التأمل والاعتبار كما فعل الملك العزيز جلال الدولة البويهي عندما اجتاز على الإيوان وكتب عليه بخطه :
يا أيها المغرور بالدنـيـا اعتـبـر
بديار كسرى ، فهي معتبر الورى
غـنـيت زمـانـاً بالـمـلـوك أصـبـحـت
مـن بـعـد حـادثـة الـزمان كما ترى
وايوان كسرى الذي زاره في المدائن تخفيفاً عن الآم نفسه، فاسترجع صور حضارة الفرس في وصفه، نظم فيه قصيدته السينية الشهيرة، منها:
وكأن الايوان من جب الصنعة جوب في جنب ارعن جلس
مشمخر تعلو له شرفات رفعت في رؤس رضوى وقدس
لابسات من البياض، فما تبصر منها الا غلائل بـــرس
تأثر البحتري بالشعراء العرب
تأثر البحتري بكبار الشعراء، خاصة بابي تمام، فأخذ كثيراً من اقواله وقاس عليها، لكنه لم يجعل الحكمة بين اغراض شعره، ولا صبغة فلسفيته، ولقد تخير الاسلوب وانتقى الألفاظ ليوضح المعاني. وللبحتري مكانه رفيعه بين الشعراء العرب، فقالوا ((انه من المطبوعين علة مذاهب الأوائل، ولم يفارق عمود الشعر)).
تجنب البحتري العقيد، والالفاظ المستكرهة، والاستعارات الغريبة، وقد كان قديراً في مدحه شأن شعراء عصره، لكنه بزهم فقد (( اسقط في ايامه اكثر من خمسمائة شاعر، وذهب بخيرهم وانفرد باخذ جوائز الخلفاء والملوك دونهم)). ولو كان هذا القول مبالغة، لكنه يصور حقيقة منزلته.
ترك البحتري ديواناً ضخماً رتبه علي بن حمزة الاصفهاني ونشر حديثاً. كما ان له كتاب الحماسة اختار فيه من شعر نحو ستماية شاعر، اكثرهم من الجاهليين والخضرميين، وجعله في ثلاثة ابواب: واحد للحماسة، وواحد للرثاء، وواحد للأدب. وهو يشترك مع ابي تمام في كثير من الشعراء الذين رويا عنهم.
تلك هي صفحة من حياة الشاعر العربي الوصّاف ابي عبادة البحتري، مليئة بالإحساس، محفوفة بالمجد. وان اشعاره صورة صادقة من حياته الواقعية المليئة بالكفاح والنضال.
اهم نتائج البحث:
الوصول الى اهم الاحداث التي عاشها الشاعر خلال مسيرته الشعرية ومعرفة الاساليب التي مارسها الشاعر للوصول الى بلاط الملوك والخلفاء بالإضافة الى اهم مميزات الشعر العباسي والتي عاشها شاعرنا العربي وعذابة ورقة الفاظ هذا الشاعر المخضرم.
الرأي في الموضوع:
فإن الموضوع تميز بتعريف الشاعر من خلال ما حصلت عليها من معلوما من مصادر متفرقة منذ بداية حياته حتى مماته ثم الانتقال الى التسلسل في العرض من خلال التطرق الى حياة الشاعر الادبيه والشعريه واخلاق وصفات الشاعر ثم التطرق الى جزء من اهم واروع اشعار هذا الشاعر.
التوصيات:
ارجو ان يحوز هذا البحث المتواضع اعجاب من يطلع عليه والاستفاده والإتعاظ من حياة الشاعر الأدبية بالإضافة الى ما كان يتميز به هذا الشاعر من اخلاق عالية وذكاء حتى استطاع التفوق على اقدم الشعراء العرب المبجلين.
الكتب:
*أعلام الشعراء العباسيين
الطبعة: 259
للمؤلف:سلمان هادي الطعمة.
منشورات دار المعارف الافاق الجديده. بيروت.
*موسوعة عباقرة الأسلام (في العلم والفكر والأدب والقيادة).
للمؤلف: الدكتور محمد أمين فرشوخ.
دار الفكر العربي. بيروت.
*الجامع في تاريخ الأدب العربي.. الأدب القديم.
للمؤلف: حنا الفاخوري.
*كتاب تاريخ الأدب العربي.
للمؤلف: أحمد حسن الزيان.
الهامش:
اشتملت مجموعة الكتب التي تم البحث فيها على معلومات غنية عن حياة الشاعر وأدبه وشعره ، كما احتوى بعضها على مجموعه وافرة من قصائد الشاعر في شتى النواحي ( الغزل، المدح…الخ).
فتطرقت الى اخذ الخاتمة من بعض الكتب واخذ معلومات عن حياة الشاعر من كتب اخرى وحياته الشعرية من موقع الانترنت بالإضافه الى الاستعانه الى كتب اخرى.
………………..
وله هذه القصيدة الرائعة في شريف طيء :
البطن الثاني بحتر وهم ابناء عتود بن سلامان بن ثعل ومنهم الصحابي الجليل جابر بن ظالم ومنهم الشاعر ابو عباده البحتري الطائي الذي يقول
ان قومي قوم الشريف قديما وحديثا ابوة وجدودا
ذهبت طيء بسابقة المجد على العالمين باسا وجودا
نحن ابناء يعرب اعرب الناس لسانا وانضر الناس عودا
ان البحتري قد توفي في عام 248 للهجره وهو يتكلم عن قومه بهذه الابيات الشعريه وهو يورد ان قومه قوم الشريف يعني طيء وهذا يؤكد وجود شريف في طيء غير الشريف من بني هاشم من قريش
وهو محمد ابن الحريث( الحارث ) الشريف (شريف طيء) جد سنجارة (زوبع) من شمر
م/ن