التصنيفات
الارشيف الدراسي

أمراض النخيل بدولة الإمارات العربية المتحدة للصف العاشر

أمراض النخيل بدولة الإمارات العربية المتحدة

بسم الله الرحمن الرحيم

( والنخل باسقات لها طلع نضيد رزقا للعباد )
صدق الله العظيم
المقدمـــــة :

النخلة هي تلك الشجرة المباركة المعطاء والتي حباها الله بفضائل كثيرة حيث كانت ولازالت مصدر خير وبركة. ولقد تعايشت مع أبناء الإمارات منذ حقبة طويلة من الزمن وكانت إحدى أهم مصادر عيشهم وغذائهم ومتطلبات حياتهم الأخرى،إن من أهم مزايا شجرة النخيل هي تعايشها وتبيئها للظروف الصحراوية القاحلة، فهي من أكثر الأشجار مقاومة لدرجات الحرارة العالية والجفاف والملوحة، إضافة إلى ما تتميز به من إنتاج وفير ذي قيمة غذائية عالية يمكن أن يرقى لإحدى السلع الأساسية في الأمن الغذائي القومي.
لم يعرف الإنسان الى الآن الموطن الأصلي للنخيل، فقد يعود ذلك إلى شبه الجزيرة العربية أو شمال أفريقيا أو شبه القارة الهندية، وأينما كان الموطن الأصلي للنخيل فهناك شواهد تاريخية توضح بأن أرض وادي الرافدين تعتبر من أقدم الأراضي التي زرعت النخيل، فقد ذكرت المصادر التاريخية أن مدينة (اريدو) السومرية التي وجدت قبل حوالي 5000 سنة كانت مشهورة بزراعة النخيل وكانت أرض السومريين تعرف بأرض غابات النخيل. كما وأن الملك البابلي حمورابي وضع قبل حوالي 4000 سنة تشريعات تخص زراعة النخيل وقد نصت إحدى هذه التشريعات على فرض غرامة قدرها 225 جم فضة لمن يقطع نخلة.
وفي وطننا العربي عاشت النخلة جنبا إلى جنب مع الإنسان العربي وقد احتضنها واعتنى بزراعتها منذ القدم وكان يرى فيها منبعاً للخير والبركة ومصدراً رئيسياً لغذائه، وقديماً قيل (ما جاع بيت فيه نخلة) وقال الرسول – صلى الله عليه وسلم -: " بيت لا تمر فيه جياعٌ أهله".
وبفضل الرعاية الكريمة لصاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – وإدراكه العميق لواقع الزراعة ومستقبلها ودعمه اللامحدود لزراعة النخيل ازداد عدد هذه الأشجار في الدولة زيادة مضطردة وأصبحت من أوائل الدول في إنتاج التمور وتصنيعها، وما مشروع تسويق التمور في الدولة إلا واحداً من الشواهد البارزة على ذلك الدعم المتواصل من سموه لزراعة النخيل وتنميته.
لقد كان صاحب السمو الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – رحمه الله – صائباً إلى أبعد الحدود عندما أعطى للنخيل الأهمية الأولى للزراعة وأمر بالعناية به وتكثيره وتحسين أنواعه حتى تحولت الصحراء إلى ظلال وارفه من النخيل. كما وأن وزارة الزراعة والثروة السمكية قد أحسنت عملاً عندما أعطت الأولية في بحوثها وإرشادها للنخيل وتحاول دائماً إدخال ما يستجد من تقنات علمية للنهوض بزراعة هذه الشجرة المباركة وتحسين أصنافها نوعاً وكماً.
لقد أعددت هذا البحث العلمي عن أمراض النخيل، حيث استعرضت فيه جميع الأمراض التي تم تسجيلها ومشاهدتها في دولة الإمارات سواء كانت أمراض متسببة عن كائنات جرثومية أو عن عوامل فسيولوجية أو ظروف بيئية أو أي عوامل أخرى. وقد تم توضيح مدى انتشار هذه الأمراض في الدولة وأهميتها الاقتصادية وكيفية تشخيصها في المزرعة والطرق الواجب إتباعها للوقاية منها أو مكافحتها لتقليل أضرارها قدر بالإمكان. آملتا أن يكون مصدراً علمياً لجميع العاملين بمجال زراعة النخيل من مهندسين ومرشدين زراعيين سائلة المولى القدير أن يوفق الجميع لخدمة هذا البلد المعطاء.

مرض الخامج (تعفن طلع النخيل)

الأهمية والانتشار:
يسمى هذا المرض في بعض الأقطار بمرض تعفن النورات الزهرية Inflorescence Rot وكذلك خياس طلع النخيل أو تعفن النبات. يوجد المرض في مصر والعراق ودول شمال أفريقيا من المغرب إلى ليبيا وفلسطين المحتلة وموريتانيا والمملكة العربية السعودية والبحرين والكويت. كما وشوهد في دولة الإمارات العربية المتحدة في أماكن متفرقة ولكنه لا يشكل أهمية تذكر في الوقت الحاضر. سجل هذا المرض أيضا في ايطاليا خارج المنطقة العربية وتختلف شدة الإصابة بهذا المرض من دولة إلى أخرى ومن منطقة إلى أخرى في الدولة الواحدة ويتوقف ذلك على الظروف البيئية السائدة كالحرارة والرطوبة.
يعتبر هذا المرض من أهم وأخطر الأمراض الفطرية التي تصيب النخيل في العالم، فقد قدر بعض الباحثين الخسارة التي تنجم عن الإصابة به بحوالي 2-15% وقد تصل إلى أكثر من ذلك في السنوات التي يأتي المرض بشكل وبائي حيث وصلت الإصابات في بعض الأقطار إلى حوالي 50%.
يصيب هذا المرض النخيل الذكور والإناث وقد تكون أهميته على الذكور أكثر من الإناث نتيجة لعدم الاهتمام والعناية بها مثل العناية بالنخيل الإناث.

الأعراض:
يصيب هذا المرض النورات الزهرية أو الطلع أو ما يسمى (بالنبات) في دول الخليج العربي، وتظهر الأعراض على النبات أو الطلع بعد ظهوره في أواخر الشتاء وأوائل الربيع، وأول ما يميز المرض ظهور بقع ذات لون بني شبيهه بلون الصدأ على نهاية غلاف الطلعة غير المتفتحة، وعند فتح الطلعة نشاهد بقع شفافة ذات لون اصفر بمقابل البقع البنية التي شوهدت على غلاف الطلعة من الخارج. كما ونشاهد على الغلاف من الداخل بقعا بنية اللون في منطقة تماس الغلاف مع الشماريخ الزهرية المصابة. أما على الشماريخ الزهرية فنشاهد بقعا بنية ومسحوقا ابيضا هو عبارة عن جراثيم الفطر المسبب لهذا المرض. يغزو الفطر الأزهار والشماريخ الزهرية ويمكن أن ينزل ليصيب حامل العنقود الزهري أو ما يسمى بالعسقة. قد تؤدي الإصابة الشديدة إلى عدم تفتح الطلعات الفتية التكوين حيث تجف وتموت ولا نحصل منها على أي ثمار.
تبدأ إصابة الطلع عند بدء تكونه من البراعم الأولية وقبل ظهوره للعيان، وباستمرار نموه خلال أنسجة الليف وقواعد الكرب تتطور الإصابة تدريجيا إلى أن تظهر كبقع بنية على أغلفة الطلع أي أن الإصابة تبدأ قبل عدة أشهر من ظهور الطلع على النخيل.

مسبب المرض:
الفطريات التالية:
Mauginiella scaettae .1
Fusarium moniliforme .2
Thielaviopsis paradoxa (Ceratocystis paradoxa) .3
يعتبر الفطر M. scaettae هو المسبب الرئيسي لهذا المرض ولكن نشاهد أحيانا إصابات تحدث بسبب الإصابة ب ـ T. paradoxa, F. moniliforme علما ً بأن الفطر الثاني أكثر شيوعا ً من الفطر الثالث في مثل هذه الحالات.
يعيش الفطر M. scaettae كمايسليوم (جسم خضري للفطر) بين قواعد الكرب وأنسجة الليف في رأس النخلة لفترة طويلة قد تصل إلى خمس سنوات أما جراثيم الفطر فتكون فترة حياتها قصيرة. يكون البرعم الذي سيتحول إلى طلعه مدفونا بين قواعد الكرب والليف وباستمرار نموه يشق طريقه للخارج بين هذه الأنسجة فيتعرض لتلامس الفطر الموجود في هذه الأنسجة فتحدث الإصابة بالمرض وقد يأخذ ذلك حوالي 3-4 أشهر حيث يبدأ البرعم بالنمو في شهر أكتوبر ويكبر تدريجيا إلى أن يظهر كطلعه في نهاية يناير أو فبراير. تشاهد الإصابات الأولية كبقع بنية على أغلفة الطلع وتتطور لينتشر الفطر بشكل مسحوق ابيض على الأزهار والشماريخ الزهرية.
تنتشر جراثيم هذا المرض في راس النخلة المصابة ومن نخلة إلى أخرى في المزرعة الواحدة بواسطة الرياح والحشرات والإنسان وتتجدد الإصابات في السنة القادمة على النخيل السليم حيث يبقى الفطر بين الكرب والليف في راس النخلة وبذلك تعاد دورة المرض.هذا وتشجع الأمطار والرطوبة العالية ودرجات الحرارة المنخفضة على حدوث المرض وانتشاره.

المقاومة:
1- جمع الطلع المصاب وحرقه للقضاء على جراثيم الفطر.
2- عدم استعمال النبات أو الطلع المصاب والمأخوذ من الذكور المصابة لأن ذلك يسبب العدوى للنخيل السليم.
3- رش النخيل المصاب بالمبيدات الفطرية المناسبة على أن يكون الرش بعد جني الثمار وقبل ظهور الطلع على النخيل .
ويستحسن أن تنفذ رشتان الأولى في نهاية أكتوبر (تشرين الأول) والثانية في نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) أو في مواعيد أخرى حسب الظروف الجوية للدولة وبشرط أن تكون الأشجار المصابة معاملة بالمبيد قبل شهر من خروج الطلع للعيان. ولا فائدة من الرش بعد ظهور الإصابة على الطلع، وتجدر الإشارة هنا إلى وضع علامات على النخيل المصاب لكي يرش بعد جني الثمار وأخذ المحصول. أما المبيدات التي يمكن أن تستعمل فهي)رستان، كابتان، فايكون، ديروسال، انتراكول، محلول بوردو، وبعض المركبات النحاسية ).
هذا وقد أظهرت إحدى الدراسات التي أجريت في العراق بأن أصناف الخضراوي و الخستاوي و الساير (أسطة عمران) أكثر مقاومة من الزهدي والحلاوي.


مرض اللفحة السوداء (المجنونة)

الأهمية والانتشار:
يوجد هذا المرض في كل من تونس والجزائر والمملكة العربية السعودية والعراق والكويت وموريتانيا والسودان والمغرب وعمان وليبيا ومصر والولايات المتحدة الأمريكية والهند. أما في دولة الإمارات العربية فهو من أكثر الأمراض انتشارا على النخيل حيث شوهد في مختلف المناطق الزراعية، وقد سبب هذا المرض خسائر ملحوظة في بعض المزارع القديمة المهملة. يصيب المرض أشجار النخيل في جميع الأعمار.

الأعراض:
يصيب هذا المرض جميع أجزاء النخلة وحتى الجذور وتظهر الأعراض على أربعة أشكال أو حالات وكالآتي:
ظهور مناطق محروقة على جريد النخلة أو على الخوص قد تكون بشكل خطوط طويلة أو متقطعة وعلى طول الجريد أو العرق الوسطى للسعفة وتكون المناطق المتأثرة ذات لون بني داكن أو اسود وكأنها قد أحرقت بالنار أو بمادة كيماوية حارقة. قد يصاحب ذلك تشوه والتواء السعف الجديد الخارج من القمة وكذلك تجعد وتشوه الخوص والتواءه.

تعفن الطلع أو النبات حيث تظهر الأزهار والشماريخ الزهرية متلونة بلون اسود ويمكن أن تكون مغطاة بجراثيم الفطر وهذه الحالة تشبه مرض خياس الطلع (الخامج) ويختلف الاثنان بلون الجراثيم التي تغطي الشماريخ حيث تكون سوداء في المرض الأول (اللفحة السوداء) وبيضاء في مرض خياس الطلع.


تعفن الجذع من الداخل حيث تظهر على النسيج الداخلي للجذع بعد عمل مقطع عرضي فيه مناطق ذات لون بني داكن وبأحجام مختلفة .

تعفن البرعم النهائي والذي قد يصحبه تشوه والتواء السعف الصغير الموجود حول البرعم النهائي في القمة. في بعض الحالات وبعد موت البرعم النهائي تستعيد النخلة حياتها بنمو برعم جانبي في منطقة الإصابة فيتجه رأس النخلة إلى أحــد الجوانب بشكل مائــل وهي الحالة التي يطلق عليها بمــرض المجنونة (Fool disease) أو مرض انحناء قمة النخلة.
هذا ويعتبر تعفن الجذع وتعفن البرعم النهائي من أخطر حالات المرض ، ولو أنهما لا يظهران بكثرة ، حيث يؤديان إلى هلاك النخيل المصاب أكثر من الحالات الأخرى .

مسبب المرض:
الفطران :
Thielaviopsis paradoxa
Chalaropsis radicicola
وطوريهما الجنسي: Ceratocystis paradoxa
قد يكون الفطران C. radicicola , T. paradoxa أحيانا مسئولين عن إحداث الإصابة بهذا المرض، فعند زرع الأجزاء المريضة في المختبر نشاهد كلا الفطرين فهما متشابهان لحد كبير ومن الصعب التمييز بينهما تحت المجهر في بعض الأحيان. وعلى كل حال فإنهما يعيشان في الأجزاء المصابة ويمكن إيجاد جراثيمهما في المناطق المتأثرة بالمرض ذات اللون البني الداكن أو الأسود. كما ويمكن تواجدهما في ترب مزارع النخيل ويكون لون الفطرين أسودا عند عزلهما وتنميتهما في المختبر. ومما هو جدير بالذكر أن الفطر (T. Paradoxa) يمكن أن يصيب بالإضافة إلى نخيل التمر كلاً من نخيل الزيت، ونخيل جوز الهند، والأناناس وقصب السكر ونباتات الـ areca.

المقاومة:
تتم بالإجراءات التالية:
قطع الأجزاء المصابة وحرقها.
رش أشجار النخيل المصابة ببعض المبيدات الفطرية المناسبة على أن يتكرر الرش عدة مرات في السنة، ويمكن استعمال مبيدات (الانتراكول، برستان، سابرول، البنليت، كبروكسات، كينوندو، وبعض المركبات النحاسية الأخرى).


مرض موت الفسائل (مرض الدبلوديا)

الأهمية والانتشار:
ينتشر هذا المرض في كل من جمهورية مصر العربية والعراق والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وعمان والكويت وتونس والمغرب وليبيا واليمن والسودان وكذلك في كل من ولايتي كاليفورنيا وأريزونا بأمريكا. وقد سجل هذا المرض على حوالي عشرين صنفا من النخيل وبالأخص دقلة نور،يصيب هذا المرض الفسائل قبل فصلها من الأم وبعد فصلها وزرعها في المكان الجديد، كما ويصيب النخيل المثمر بدرجة اقل.

الأعراض:
يمكن ملاحظة نوعين من أعراض المرض على الفسائل وكما يلي:
النوع الأول: يتميز بموت السعف الخارجي للفسيلة بعد إصابتها بالمرض مع بقاء السعف في قلب الفسيلة والبرعم النهائي سليما ولكنهما يصابان تدريجيا بتقدم الإصابة وتموت الفسيلة بأكملها.

النوع الثاني: تبدأ الإصابة بسعف قلب الفسيلة وفي برعمها النهائي ومنها تنتقل تدريجيا إلى السعف الخارجي للفسيلة فيؤدي ذلك بالتالي إلى موت الفسيلة بأكملها.
أما على جريد النخيل المثمر وجريد الفسائل فان الأعراض تتميز بظهور خطوط ذات لون بني مصفر تمتد من قاعدة الجريدة والى الأعلى وقد يبلغ طول هذه الخطوط في النخيل المثمر من 15سم إلى أكثر من متر أحيانا ويتحول لونها إلى البني تدريجيا بينما قد تبقى المنطقة العليا للجريد خضراء اللون. أما عرض هذه الخطوط فقد يصل على قاعدة الجريدة التي لا تزال خضراء إلى حوالي 10سم ويضيق العرض كلما ابتعدنا عن القاعدة ليصبح 0.5سم أو اقل. وتشاهد هذه الخطوط عادة على الناحية البطنية للجريدة المواجهة لقمة النخلة .


إضافة إلى ذلك يمكن أحيانا مشاهدة أجسام سوداء صغيرة هي الأجسام الثمرية التي تعرف بالبكنديا Pycnidia والتي تحتوي على جراثيم الفطر المسبب، وتشاهد هذه الأجسام بالأخص على قواعد سعف قلب الفسيلة المصابة والتي تموت وتسود أنسجتها نتيجة لهذه الإصابة (الحالة الثانية من الأعراض).
أما على قاعدة الجريدة في النخيل المثمر فنادرا ما تشاهد مثل هذه الأجسام خصوصا إذا بقيت الجريدة خضراء بعد الإصابة، ولكن عموما قد تشاهد على الأجزاء ء المصابة والميتة وأحيانا على قواعد الكرب بعد إصابته بالمرض وتعفنه نتيجة لهذه الإصابة.

مسبب المرض:
الفطر: Diplodia phoenicum
يتبع هذا الفطر الى مجموعة الفطريات الناقصةImperfect fungi ويكون في الأجزاء الميتة أجسام ثمرية (بكنديا) تحتوي على جراثيم قد تكون في بداية تكونها شفافة ومتكونة من خلية واحدة ولكن بتقدم العمر تصبح هذه الجراثيم داكنة اللون وذات خليتين. ويمكن مشاهدة هذه الأجسام بعد وضع الأجزاء المصابة في إناء مرطب.

يهاجم الفطر الفسائل بعد فصلها من الأم وتساعد الجروح الناتجة عن هذه العملية على دخوله، وقد تحمل مياه الري جراثيم الفطر إلى قلب الفسيلة وتحدث الإصابة. وتساعد الجروح الناتجة عن التقليم والتكريب وفصل الفسائل والعمليات الزراعية الأخرى على إحداث المرض.

المقاومة:
تعقيم الآلات والأدوات المستعملة في قطع الفسائل وفصلها عن الأم وكذلك الجروح الناتجة عن العمليات الزراعية كالتقليم والتكريب لأنها تساعد على نقل المسبب المرضي من نخلة إلى أخرى ولأن الجروح تساعد على دخول جراثيم المرض إلى النخلة والفسيلة.
إزالة السعف القديم للفسيلة وللنخلة المثمرة وتطهير الجروح الناتجة عن ذلك.
تغطيس الفسائل أو رشها بأحد المبيدات الفطرية التالية: (محلول بوردو, كبريتات النحاس، برستان، انتراكول، سايرول، كينوندو).

مرض التبقع الكرافيولي Graphiola Leaf Spot
الأهمية والانتشار:
يسمى هذا المرض أحيانا بالتفحم الكاذب ويعتبر من أكثر أمراض النخيل انتشاراً خصوصا عند توفر الرطوبة العالية.
شوهد هذا المرض في المملكة العربية السعودية والعراق ومصر والسودان وليبيا واليمن وتونس والمغرب وعمان وموريتانيا والكويت ويوجد أيضا في كل من مالي والنيجر والسنغال والهند وباكستان والولايات المتحدة الأمريكية.
أما في دولة الإمارات العربية المتحدة فقد شوهد على الفسائل النسيجية بكثرة وتذكر المصادر العلمية المنشورة وجوده في بعض المناطق الزراعية على النخيل المثمر.

الأعراض:
يتميز المرض بظهور بقع صفراء صغيرة في البداية على جانبي الخوص وعلى الجريد تتحول بعد ذلك إلى بثرات ذات لون أسود تكون بارزة فوق سطح الخوصة وتكون بأعداد كبيرة. تكون هذه البثرات مغطاة بنسيج بشرة الخوص وتحوي بداخلها جراثيم الفطر وتغطى بطبقتين من نسيج البشرة أحدهما صلب أسود اللون ويكون في الخارج والثاني رقيق ويحيط بها من الداخل. عندما تنضج البثرات هذه يتمزق جدار البثرة لتحرير الجراثيم التي تكون صفراء اللون والتي تشاهد بشكل كتل صفراء تتخللها خيوط أو شعيرات صفراء تخرج من البثرة الممزقة. يؤدي المرض إلى اصفرار السعف وربما جفافه قبل الأوان.

مسبب المرض:
الفطر: Graphiola phoenicis
يتبع الفطر إلى مجموعة الفطريات البازيدية ويدرج تحت رتبة فطريات التفحم Ustilaginales ، ويعيش في بثرات ترى بالعين المجردة على سطوح الخوص وعلى الجريد ويتراوح حجمها من 1-3ملم وبعد أن تنفجر تتشقق لتخرج منها كتل من جراثيم الفطر ذات لون اصفر تحملها الحشرات والرياح إلى النخيل والفسائل الصغيرة لتسبب لها العدوى وحدوث الإصابات الجديدة . وتساعد الرطوبة العالية على حدوث وتطور المرض .

المقاومة:
قطع السعف المصاب وحرقه لكي لا يكون مصدرا للإصابات الثانوية على أن يرش النخيل بعد هذا القطع ببعض المبيدات الفطرية مثل (محلول بوردو، برستان، كبريتات النحاس، كبرسات، انتراكول).
تختلف أصناف النخيل في مدى حساسيتها للمرض فمنها الحساس جدا ومنها المتحمل والمقاوم للمرض. وتعتبر الأصناف (خصاب، اشرسي، بذريه، مكتوم، زهدي، بريم) حساسة جدا للمرض يضاف إليها أصناف مغربية مثل (تازي زوت، دقله نور؛ ثوري) أما الأصناف (ساير أو أسطة عمران، خضراوي، مير حاج) فهي متوسطة الحساسية. ويعتبر الصنفان (خستاوي، جوزي) متحملة للمرض. أما أصناف (برحي، عبدالرحمن، جزاز، يتيمه) وبعض الأصناف المصرية فهي مقاومة للمرض.

مرض البلعت Belaat Disease
الأهمية والانتشار:
سجل هذا المرض في كل من العراق والمغرب وتونس والجزائر ودولة الإمارات العربية المتحدة، ويسمى في بعض الدول (بالع نفسه)، ويعني ذلك تدهور قمة النخلة واختفائها وهو مرض ثانوي نادر الحدوث.

الأعراض:

يحدث هذا المرض في المزارع والبساتين المهملة. ويتميز بتحول السعف الحديث في قمة النخلة إلى لون أبيض بصورة سريعة ومفاجئة ، وحدوث تعفن طري في قمة النخلة وموت وتدهور البرعم النهائي وقواعد سعف القمة الحديث. وقد تتوقف الإصابة لمسافة قصيرة تحت القمة النامية ولكن أحيانا وبفعل بعض الكائنات الثانوية تتقدم الإصابة نحو الأسفل لتعمل في الجذع حفرة مخروطية تمتاز بتعفنها الطري وانبعاث رائحة كتلك التي تنبعث نتيجة لعملية التخمر . هذا وقد تستعيد النخلة حياتها بنمو برعم جانبي في رأسها مكونا قمة جديدة لها. يلاحظ بان فسائل النخيل المصاب تبقى سليمة دون أن تتأثر بهذا المرض.

مسبب المرض:
الفطر : Phytophthora sp.
ويتبع الفطر لمجموعة الفطريات البيضية ويكون جراثيم جنسية تعرف بالاووسبورات (Oospores) وهي جراثيم تقاوم الظروف غير الملائمة لنمو الفطر. ويعيد الفطر دورة حياته بعد نمو هذا النوع من الجراثيم.

المقاومة:
يمكن السيطرة على هذا المرض بإتباع الإجراءات التالية:
1. الاعتناء بمزارع النخيل من حيث التسميد والري والتقليم والتكريب والزراعة بشكل منتظم.
2. رش قمم النخيل حال ظهور الإصابة بالمبيدات المتخصصة لمكافحة هذا النوع من الفطريات مثل (الريدوميل، اليت والبريفيكور) وقد يفيد محلول بوردو ومبيد كبروكسات في مكافحة هذا المرض.

مرض التبقع البني على السعف Brown Leaf Spot
الأهمية والانتشار:
يعتبر هذا المرض ثانويا من حيث الأهمية الاقتصادية على النخيل المثمر، أما على الفسائل النسيجية فيعتبر مرضا مهما حيث يؤدي إلى جفاف أوراقها الصغيرة ويقلل من القيمة التجارية لهذه الفسائل.
يعتبر هذا المرض أكثر أمراض النخيل انتشارا في دولة الإمارات العربية المتحدة سواء على الفسائل أو على النخيل المثمر، أما عالميا فقد لوحظ في الجزائر والمغرب وتونس والعراق ومصر وعمان وإيران وولايتي كاليفورنيا وأريزونا في أمريكا وربما وجد في دول أخرى كثيرة.

الأعراض:
تظهر أعراض المرض على الخوص والجريد والأشواك، ويتميز على الخوص والأشواك بظهور بقع بنية اللون لها أحجام وأشكال مختلفة وبتقدم الإصابة تصبح البقع ذات لون أسود وقد تكون مستديرة أو بيضاوية أو تتخذ شكل المستطيل خصوصا على الخوص الجاف، وقد تكون البقعة محاطة بلون اصفر أو بدونه. أحيانا تكون البقع محددة بحواف ذات لون داكن أما وسطها فيكون لونه بني فاتح أو رماديا .

أما على الجريد فتظهر الأعراض بشكل بقع كبيرة ذات لون أسود ،قد يبلغ طولها من 1سم إلى أكثر من 30سم أحيانا. تؤدي الإصابة إلى الإسراع في شيخوخة السعف وجفافه خصوصا الموجود في أسفل راس النخلة (الدوار الأول والثاني) ونادرا ما نلاحظ البقع في السعف الأخضر للدوار الوسطى أو في سعف القمة.

مسبب المرض:
الفطر: Alternaria spp.
لقد تم عزل الفطر Alternaria spp. من كثير من السعف المصاب ومن مناطق متفرقة في كل من المنطقة الوسطى والشرقية والشمالية. ويعتقد أن هذا لفطر هو المسبب لهذا النوع من تبقع الأوراق في دولة الإمارات. علما بأن بعض المصادر المنشورة تذكر وجود فطريات أخرى كمسببات لهذا المرض مثل فطريات Cladosporium Helminthosporium, Cercospora إضافة للفطر Alternaria spp.. الذي وجد بكثرة كمسبب لهذا المرض في الإمارات.

المقاومة : لم تجرى تجارب على مكافحة هذا المرض خصوصا على النخيل المثمر لعدم أخذ أضراره في الحسبان. وعموما يمكن أن تكون المكافحة بقطع السعف الجاف ورش النخيل بمحلول بوردو أو بالانتراكول أو البرستان أو أي مبيد فطري يستعمل لمكافحة أمراض التبقع واللفحات. ويمكن أن يكافح المرض على الفسائل النسيجية بالرش عدة مرات بأحد المبيدات المذكورة أعلاه على أن يبدأ الرش حال ظهور أول أعراض الإصابة، ويستحسن أو يجب إزالة الأوراق التي تبدو عليها البقع في أول ظهور للإصابة.


تقزم وتشوه الفسائل النسيجية Off Shoots Distortion

الأهمية والانتشار:
يقصد بالتشوه هنا بالنمو غير الطبيعي لسعف أوراق الشتلات والفسائل المكثرة بطريقة الزراعة النسيجية. لوحظت هذه الحالة على فسائل بعض أصناف النخيل وبالأخص صنف السكري بدولة الإمارات العربية المتحدة وبنسبة ضئيلة على صنف خلاص.

الأعراض:

تتميز الحالة بتوقف نمو الفسيلة أو بطئ نموها وبتشوه الخوص حيث يكون مضغوطا وقصيرا ومتضخما وغير متفتح ،وأحيانا يكون مجعدا وقد يلتوي السعف بشكل غير طبيعي. يشمل التشوه أيضا الأشواك حيث تقصر بالطول وتتضخم.
أما الكرب والليف وباقي أجزاء رأس النخلة فينمو بشكل طبيعي ولا تظهر عليه أي علامة مرضية، وكذلك الجذور حيث تكون سليمة وطبيعية في نموها.
تستمر هذه التشوهات في الفسائل حتى بعد زراعتها في الأرض الدائمة في المزارع، فقد لوحظ في بعض المزارع على فسائل سكري بعمر (3-4) سنوات وهي تعاني من تشوه السعف وتقزم النمو بشكل واضح وعموما فان نمو سعف قمة مثل هذه الفسائل يكون شبيها بنمو الرواكيب من حيث تشوه والتواء السعف وتجعد الخوص وعدم تفتحه بشكل طبيعي.

هذا ومما يجدر ذكره أن أعراض هذه الحالة تشبه لحد كبير أحد أعراض مرض اللفحة السوداء (المجنونة) الذي يتميز بتشوه والتواء وتجعد سعف قمة النخلة المصابة بهذا المرض، وكثيراً ما يخطأ المهندسون الزراعيون والمعنيون بزراعة النخيل في تشخيص هذه الحالة ويعزوها إلى مرض اللفحة السوداء. كما وتشبه أعراض هذه الحالة التشوهات والتقزم الذي يحدث في بعض النباتات نتيجة للإصابة ببعض أنواع الفايتوبلازما.

المســبب:
لم تظهر الدراسة المختبرية لجذور الفسائل المشوهة أي تلون على الجذور أو بداخلها ولم يلاحظ عليها أي أعراض أو علامة مرضية، كما لم يظهر تشريح منطقة الكرب والليف والحيب أو المنطقة المرستيمية أي دليل على وجود إصابات مرضية أو حشرية. وبناء على ذلك يعتقد أن سبب الحالة قد يكون تشوه خلقي أو تغيير وراثي نتيجة لاستعمال بعض المواد الكيماوية أثناء عملية تكاثر ونمو وتطور الفسائل النسيجية. وهذا الاعتقاد يحتاج إلى دراسة شاملة يتعاون فيها أخصائيون في مختلف العلوم النباتية.

المقاومة:
1. إيقاف تكاثر الصنف سكري بالزراعة النسيجية لحين معرفة أسباب حدوث هذه الحالة.
2. فرز الفسائل المشوهة والتخلص منها وعدم زراعتها أو قلع وإتلاف الفسائل المزروعة والتي تظهر عليها أعراض التشوه.

يتبع …

لقراءة ردود و اجابات الأعضاء على هذا الموضوع اضغط هناسبحان الله و بحمده

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.